للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن عدي: سمعت عبد القدوس بن همام يقول: سمعت عدة من المشايخ، يقولون: حول محمد بن إسماعيل تراجم جامعة بين قبر سول الله ومنبره، وكان يصلي لكل ترجمة ركعتين.

وقال: سمعت البخاري يقول: صنفت "الصحيح" في ست عشرة سنة، وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.

وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت هانئ بن النضر يقول: كنا عند محمد بن يوسف -يعني: الفريابي- بالشام وكنا نتنزه فعل الشباب في أكل الفرصاد ونحوه، وكان محمد بن إسماعيل معنا، وكان لا يزاحمنا في شيء مما نحن فيه، ويكب على العلم.

وقال محمد: سمعت النجم بن الفضيل يقول: رأيت النبي في النوم، كأنه يمشي، ومحمد بن إسماعيل يمشي خلفه، فكلما رفع النبي قدمه، وضع محمد بن إسماعيل قدمه في المكان الذي رفع النبي قدمه.

وقال: سمعت أبا عبد الله يقول: كان شيخ يمر بنا في مجلس الداخلي، فأخبره بالأحاديث الصحيحة مما يعرض عليَّ، وأخبره بقولهم، فإذا هو يقول لي يومًا، يا أبا عبد الله، رئيسنا في أبو جاد، وقال: بلغني أن أبا عبد الله شرب دواء الحفظ يقال له: بلاذر، فقلت له يومًا خلوة: هل من دواء يشربه الرجل، فينتفع به للحفظ؟ فقال: لا أعلم، ثم أقبل علي، وقال: لا أعلم شيئًا أنفع للحفظ من نهمة الرجل، ومداومة النظر.

قال: وذاك أني كنت بنيسابور مقيمًا، فكان ترد إليَّ من بخارى كتب، وكن قرابات لي يُقرئن سلامهن في الكتب، فكنت أكتب كتابًا إلى بخاري، وأردت أن أقرئهن سلامي، فذهب عليَّ أساميهن حين كتبت كتابي، لم أقرئهن سلامي، وما أقل ما يذهب عني من العلم. وقال: سمعته يقول: لم تكن كتابتي للحديث كما كتب هؤلاء. كنت إذا كتبت عن رجل سألته عن اسمه وكنيته ونسبته وحمله الحديث، إن كان الرجل فهمًا. فإن لم يكن سألته أن يخرج إليَّ أصله ونسخته. فأما الآخرون لا يبالون ما يكتبون، وكيف يكتبون.

وقال: سمعت العباس الدوري يقول: ما رأيت أحدًا يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل، كان لا يدع أصلًا ولا فرعًا إلا قلعه. ثم قال لنا: لا تدعوا من كلامه شيئًا إلا كتبتموه.

وقال: كتب إلى أبي عبد الله بعض السلاطين في حاجة له، ودعا له دعاء كثيرًا. فكتب

<<  <  ج: ص:  >  >>