كُمُّهُ قَدْ انْقَطَعَ مِنْ خَلْوَقَتِهِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ، وَقَالُوا لِأَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ لِمَ لَا تَلْبَسُ جَيِّدًا قَالَ أَنَا الْيَوْمَ عَبْدٌ أَلْبَسُ لِبَاسَ الْعَبْدِ وَغَدًا إذَا أَعْتَقَنِي مَوْلَايَ يُلْبِسُنِي جَدِيدًا جَيِّدًا (ت عَنْ أَبِي طَلْحَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - قَالَ «شَكَوْنَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْجُوعَ) لِيَدْعُوَ لَنَا بِدَفْعِ الْجُوعِ وَكَثْرَةِ الْأَمْوَالِ (وَرَفَعْنَا ثِيَابَنَا عَنْ حَجَرٍ حُجِرَ إلَى بُطُونِنَا» مِنْ قَبِيلِ التَّوْزِيعِ أَيْ رَفَعَ كُلٌّ مِنَّا ثَوْبَهُ عَنْ حَجَرٍ مُلْصَقٍ وَمُنْضَمٍّ إلَى بَطْنِهِ «فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ حَجَرَيْنِ» عَادَةُ أَهْلِ الرِّيَاضَةِ إذَا اشْتَدَّ جُوعُهُمْ أَنْ يَرْبِطُوا عَلَى بَطْنِهِمْ حَجَرًا كَيْ لَا يَسْتَرْخِيَ فَتَشُقَّ عَلَيْهِمْ الْحَرَكَةُ فَبِالشَّدِّ تَسْهُلُ الْحَرَكَةُ وَمَنْ جُوعُهُ أَشَدُّ يَرْبِطُ حَجَرَيْنِ.
وَرُوِيَ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «أَنَّهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - جَاءَ إلَى مَنْزِلِ فَاطِمَةَ فَشَكَتْ مِنْ الْجُوعِ فَقَالَتْ عَقَدْت عَلَى بَطْنِي ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ كُلٌّ لِجُوعِ يَوْمٍ فَكَشَفَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - عَنْ بَطْنِهِ الشَّرِيفِ فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَحْجَارٍ» . وَرُوِيَ أَيْضًا أَنَّ «أَبَا بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - جَاءَ فِي لَيْلٍ إلَى مَنْزِلِهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَأَلَ عَنْ سَبَبِهِ فَقَالَ لَيْسَ غَيْرُ الْجُوعِ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ - فَقَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَنَا مِثْلُكُمْ فِي الِابْتِلَاءِ بِالْجُوعِ فَكَشَفَ عَنْ بَطْنِهِ فَإِذَا هُوَ عَقَدَ أَحْجَارًا فَقَالَ مُنْذُ أَيَّامٍ لَمْ آكُلْ شَيْئًا» .، وَعَنْ الطَّبَرَانِيِّ بِرِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ «كَانَ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذَاتَ يَوْمٍ وَجَبْرَائِيلُ عَلَى الصَّفَا فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَا جَبْرَائِيلُ وَاَلَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ مَا أَمْسَى لِآلِ مُحَمَّدٍ سَفٌّ مِنْ دَقِيقٍ، وَلَا كَفٌّ مِنْ سَوِيقٍ فَلَمْ يَكُنْ كَلَامُهُ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ سَمِعَ هَزَّةً فِي السَّمَاءِ أَفْزَعَتْهُ فَقَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - أَمَرَ اللَّهُ الْقِيَامَةَ أَنْ تَقُومَ قَالَ لَا، وَلَكِنْ أَمَرَ إسْرَافِيلَ فَنَزَلَ إلَيْك حِينَ سَمِعَ كَلَامَك فَأَتَاهُ إسْرَافِيلُ فَقَالَ إنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ مَا ذَكَرْت فَبَعَثَنِي إلَيْك بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْك أَنْ أُسَيِّرَ مَعَك جِبَالَ تِهَامَةَ زُمُرُّدًا وَيَاقُوتًا وَذَهَبًا، وَفِضَّةً فَإِذَا أَرَدْت فَعَلْت فَإِنْ شِئْت نَبِيًّا مَلِكًا، وَإِنْ شِئْت نَبِيًّا عَبْدًا فَأَوْمَأَ إلَيْهِ جَبْرَائِيلُ أَنْ تَوَاضَعْ فَقَالَ بَلْ نَبِيًّا عَبْدًا ثَلَاثًا» .
(خ م عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا -) ، وَعَنْ أَبَوَيْهَا (أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ يَأْتِي عَلَيْنَا الشَّهْرُ مَا نُوقِدُ فِيهِ نَارًا) لِلطَّبْخِ (إنَّمَا هُوَ) طَعَامُنَا بِدَلَالَةِ السِّيَاقِ (التَّمْرُ وَالْمَاءُ إلَّا أَنْ نُؤْتَى) مِنْ قِبَلِ الْجِيرَانِ (بِاللُّحَيْمِ) تَصْغِيرُ اللَّحْمِ لِلتَّقْلِيلِ (وَفِي رِوَايَةٍ «مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ خُبْزِ الْبُرِّ ثَلَاثًا حَتَّى مَضَى سَبِيلَهُ» أَيْ ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَوَالِيَاتٍ أَوْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (وَفِي أُخْرَى «مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute