للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِن رِوايةِ أنَسٍ فيها مَزيد مِنَ الفوائِدِ الفِقْهيَّةِ.

١٤ - بيانُ عِلَّةٍ مِنَ العِلَلِ، سواءٌ في الإسنادِ، أو في المَتْنِ: قد يذكُرُ الْمُصَنِّفُ رواية فيها عِلَّةٌ مِنَ العِلَلِ، ثُمَّ يروي لها طُرُقًا أُخرى لِيُبَيِّنَ طبيعة الرِّواية الصَّحيحة، ومكان العِلَّة في الرواية المُعلَّةِ، وَمَن هو الراوي الذي تسببَ في هذهِ العِلَّة، ومثالُ ذلكَ ما رواهُ ابنُ ظَهِيرَةَ في ترجمة شَيخِهِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَرَفَةَ، حيثُ ذَكَر من طريقِ مَالكِ بن أنَسٍ حديث ابن عُمَرَ : "اللهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ"، قالوا: والمُقَصِّرِينَ يارسولَ الله؟، قالَ: "وَالْمُقَصِّرِينَ"، ثُمَّ أتبع هذهِ الرواية بذِكْرِ طُرقها المُختلفةِ عن مالكٍ لبيان الاختلاف عليه في ألفاظِ هذهِ الرواية.

١٥ - شَرحُ لفظٍ، أو بيانُ معْنَىً مِنَ المعاني: قد تأتي روايةٌ مِنَ الروايات تحتملُ أوجُهًا مُخْتلِفَة، فيتبعها المُصَنِّفُ برواياتٍ أُخر لِتُؤكِدُ وجهًا مِنَ الوجوهِ، ومِن ذلكَ ما أخرجهُ ابنُ ظهيرة في ترجمة شيخهِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَنْصُورٍ، حيثُ ذَكَرَ حديث حَريْز بن عُثمانَ أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بنَ بُسْرٍ صاحب رَسول الله ورضِيَ عنه، قالَ: "أَرَأَيْتَ النَّبِيِّ كَانَ شَيْخًا؟ " الحديث، وأردفهُ برواية "أَشَابَ رسولُ الله ؟ ".

١٦ - بيانُ الاختلاف في الأسانيدِ: قد يذكُرُ الْمُصَنِّفُ روايةً مِنَ الرِّواياتِ، ثُمَّ يُتَّبِعُها بذكرِ طُرُقِ أُخرى لبيانِ الاختلافِ الواقعِ في إسنادِ الروايةِ الأولى.

من ذلكَ ما جاءَ في ترجمة شيخِهِ عبد الرَّحمنِ بنِ أحمدَ بنِ عبدِ الهادي، حيثُ روى مِن طرقهِ حديثَ عليِّ بن أبي طالبٍ ، قَالَ: "عَلَّمَني رسولُ الله إِذا نَزَلَ بِيَ كَرْبٌ أنْ أَقولَ ..... " ثُمَّ أتبعهُ بِطُرُقٍ أُخرى عن عَلِيٍّ ، وقال: "وفي سَنَدِهِ اختلاف".

وبعد فإنَّ مُحاولة الاستقراء للفوائِد الحديثيَّةِ التي يُمكننا استخلاصها مِن منهجِ المُحَدِّثِينَ في تتبُّعِهِم للطَّرُقِ المُختلِفَةِ للرِّوايةِ الواحدة قد تُخرجنا عن جادَّة الطَّريقِ في هذهِ المقدمة الموجزة، نظرًا لاتِّساع أُفُق هذه المادة، وارتباطها ارتباطًا وثيقًا بفنِّ مُصطلِح الحديثِ المتشَعب الجوانبِ، إضافةً إلى أنها تفتقرُ إلى تحليلٍ دقيقٍ وأمثلةٍ وافيةٍ تضيق بها هذهِ الصِّفحات التي أريد لها أن تكونَ مقدمة قصيرة تُعطي القارئ فكرة واضحة عن هذا النَّوع من المُصَنَّفاتِ، وبعيدًا عن الخوضِ في بحارِ عِلْمٍ مُصْطَلح الحَديثِ، وفَنِّ الرِّوايةِ وما يتعلَّقُ بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>