وَفِي الْعَيَّاشِيِّ عَنْ السُّهَيْلِيِّ مِنْ رِوَايَةِ الدَّارَقُطْنِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: «كُنْت مَعَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْهِ السَّلَامَ وَأَطْلَقَ وَجْهَهُ وَأَجْلَسَهُ إلَى جَنْبِهِ فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ وَنَهَضَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَا أَبَا بَكْرٍ هَذَا الرَّجُلُ يُرْفَعُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ كَعَمَلِ أَهْلِ الْأَرْضِ قُلْت: وَلِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ إنَّهُ كُلَّمَا أَصْبَحَ وَأَمْسَى صَلَّى عَلَيَّ كَصَلَاةِ الْخَلْقِ أَجْمَعَ يَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ عَدَدَ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِك وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ كَمَا أَمَرْتنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ كَمَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْهِ.» وَلَمَّا كَانَ الْمَطْلُوبُ التَّعْمِيمَ قَالَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (وَعَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِمْ وَصَحْبِهِمْ أَجْمَعِينَ وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) يَقُولُ نَاقِلُ تَكْمِيلِ الشَّرْحِ الْفَقِيرُ مُصْطَفَى الْعُقْبَاوِيُّ سَامَحَهُ اللَّهُ وَالْمُؤْمِنِينَ مِنْ جَمِيعِ الْمَسَاوِئِ: الْحَامِلُ لِي عَلَى ذَلِكَ امْتِثَالُ أَمْرِ وَلِيِّ اللَّهِ خَلِيقَةً شَيْخِنَا الْمُصَنِّفِ الشَّيْخِ
ــ
[حاشية الصاوي]
قَوْلُهُ: [وَفِي الْعَيَّاشِيِّ] إلَخْ: مِثْلُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَلَى فَرْضِ صِحَّتِهَا تُحْمَلُ عَلَى الْمُبَالَغَةِ لِلتَّرْغِيبِ وَإِلَّا فَقَوَاعِدُ الشَّرْعِ تَأْبَى ذَلِكَ.
قَوْلُهُ: [وَالْمُرْسَلِينَ] : عَطْفٌ خَاصٌّ.
قَوْلُهُ: [وَصَحْبِهِمْ] : بَيْنَ الْآلِ وَالصَّحْبِ عُمُومٌ وَخُصُوصٌ وَجْهِيٌّ إنْ أُرِيدَ بِالْآلِ بِالْأَقَارِبِ وَإِنْ أُرِيدَ بِهِمْ مُطْلَقُ الْأَتْبَاعِ كَمَا هُوَ الْأَوْلَى لِلتَّعْمِيمِ كَانَ عَطْفُ الْأَصْحَابِ خَاصًّا وَخَصَّهُمْ لِمَزِيدِ فَضْلِهِمْ فَيَكُونُ بَيْنَهُمَا الْعُمُومُ وَالْخُصُوصُ الْمُطْلَقُ.
قَوْلُهُ: [أَجْمَعِينَ] : تَأْكِيدٌ.
قَوْلُهُ: [وَسَلَّمَ] : مَعْطُوفٌ عَلَى صَلَّى وَهُوَ مُسَلَّطٌ عَلَى جَمِيعِ مَنْ تَقَدَّمَ وَتَسْلِيمًا مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ لِعَامِلِهِ وَكَثِيرًا صِفَةٌ لَهُ.
قَوْلُهُ: [وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ] : عَطْفٌ عَلَى وَصَلَّى اللَّهُ وَبَيْنَ الْجُمْلَتَيْنِ كَمَالُ الِاتِّصَالِ؛ لِأَنَّ كُلًّا خَبَرِيَّةٌ لَفْظًا إنْشَائِيَّةٌ مَعْنًى عَلَى التَّحْقِيقِ.
قَوْلُهُ: [الْحَامِلُ لِي عَلَى ذَلِكَ] إلَخْ: مَقُولُ الْقَوْلِ.
قَوْلُهُ: [وَلِيِّ اللَّهِ] : قَدْ صَدَقَ فِي ذَلِكَ فَإِنِّي صَحِبْته نَحْوَ الثَّلَاثِينَ سَنَةً مَا رَأَيْته فَعَلَ حَرَامًا وَلَا مَكْرُوهًا وَلَا مَدَحَ الدُّنْيَا وَلَا ذَمَّهَا وَمَا رَأَيْت أَحَدًا مِنْ جَمَاعَةِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute