للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرضي ربه والله مع هذا يخلفه عليه سبحانه وتعالى بأحسن خلف مع هذه الفوائد العظيمة قال عز وجل: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (١) ففي هذه الفريضة وفي هذا الحق شكر لله عز وجل على نعمه وقربه إليه سبحانه وتعالى بأداء هذا الحق والإنفاق من المال طاعة لله وإخلاصا له وتقربا إليه جل وعلا، ومع ذلك في نفس الوقت فيه إحسان للعباد ومواساة لهم ومساعدة على كل خير.

أما الصوم فكلكم يعلم ما فيه من الخير العظيم والمصالح الكبيرة التي منها: تطهير النفس من أشرها وبطرها وشحها وبخلها وكبرها، ومن ذلك: أن الصائم يعرف بالصيام حاجته وضعفه وشدة ضرورته إلى ما أباح الله له من الطعام والشراب وغيرهما، ومنها: تذكر العبد بإخوانه الفقراء والمحاويج حتى يواسيهم ويحسن إليهم، ومنها: تمرين العبد على مخالفة الهوى وتعويده الصبر على ما يشق على النفس إذا كان في ذلك طاعة ربه ورضاه، فالصائم في الصيام يخالف هواه ويجاهد نفسه ويعودها الصبر عما يوافق هواها من مأكل ومشرب ومنكح في طاعة ربها ومولاها عز وجل.

وفي الصوم من الفوائد والحكم والأسرار ما لا يحصيه إلا الله عز وجل، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف يقول الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطرة وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك (٢) »


(١) سورة التوبة الآية ٦٠
(٢) صحيح البخاري الصوم (١٩٠٤) ، صحيح مسلم الصيام (١١٥١) ، سنن الترمذي الصوم (٧٦٤) ، سنن النسائي الصيام (٢٢١٦) ، سنن ابن ماجه الصيام (١٦٣٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>