للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في سورة الفجر: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} (١) {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} (٢) {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ} (٣) {وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} (٤)

فاحذر يا عبد الله أن تعض على يديك ندما يوم القيامة بسبب كفرك أو تفريطك في حق الله، احذر وبادر وسارع إلى الخير اليوم قبل الموت فالزم الحق بتوحيد الله والإخلاص له وحقق العبادة التي خلقت لها، حقق الإسلام الذي خلقت له فأنت مخلوق لعبادة الله وهي الإسلام وهي التقوى وهي الهدى وهي طاعة الله ورسوله حقق هذه العبادة وحقق هذا الإسلام واستقم عليه قبل أن تموت وقبل أن يحال بينك وبين ذلك وأنت لا تدري متى يجيء الأجل، كل واحد منا لا يدري متى يجيئه الأجل فقد يصبحه أو يمسيه ولا يدري أيضا ما هي الأسباب التي تكون سببا لموته، فالحزم كل الحزم في البدار إلى طاعة الله والتوبة إليه والاستقامة على ذلك حتى الموت.

فاتق الله يا عبد الله وبادر إلى الحق قبل أن يهجم الأجل وسارع إلى طاعة الله ورسوله والفقه في دين الله وتعلمه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة (٥) » ، ويقول عليه الصلاة والسلام: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (٦) » متفق على صحته. فليتق الله كل مسلم ولينظر في أعماله هل هو على طريق الله وهل هو على ما


(١) سورة الفجر الآية ٢٣
(٢) سورة الفجر الآية ٢٤
(٣) سورة الفجر الآية ٢٥
(٤) سورة الفجر الآية ٢٦
(٥) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (٢٦٩٩) ، سنن الترمذي القراءات (٢٩٤٥) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٢٥) ، مسند أحمد بن حنبل (٢/٢٥٢) ، سنن الدارمي المقدمة (٣٤٤) .
(٦) صحيح البخاري العلم (٧١) ، صحيح مسلم الإمارة (١٠٣٧) ، سنن ابن ماجه المقدمة (٢٢١) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٩٣) ، موطأ مالك كتاب الجامع (١٦٦٧) ، سنن الدارمي المقدمة (٢٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>