للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل شيء ألا يعمل المؤمن وسط النساء، فإذا كان العمل بين النساء فالواجب التخلص من ذلك، وأن يلتمس عملا آخر ليس فيه اختلاط؛ لأن هذا المكان مكان فتنة وفيه خطر عظيم؛ لأن الشيطان حريص على إيقاع الفتنة بين الرجل والمرأة.

فالواجب على المؤمن أينما كان أن لا يرضى بأن يكون عاملا بين العاملات من النساء، وهكذا الطالب في الجامعات والمدارس المختلطة يجب عليه أن يحذر ذلك، وأن يلتمس مدرسة وجامعة غير مختلطة؛ لأن وجود الشباب بجوار الفتيات وسيلة لشر عظيم، وفساد كبير، والواجب على المؤمن عند الابتلاء بهذه الأمور أن يتقي الله حتى يجعل الله له فرجا ومخرجا، وأن يغض بصره، ويحذر من النظر إليها أو إلى محاسنها ومفاتنها بل يلقي بصره إلى الأرض، ولا ينظر إليها، ومتى صادف شيئا من ذلك غض بصره.

وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن نظر الفجأة، فقال للسائل: «اصرف بصرك (١) » وفي اللفظ الآخر: «فإن لك الأولى وليست لك الأخرى (٢) » ، والله سبحانه وتعالى يقول: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} (٣) الآية، وقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} (٤) الآية، فعلى المؤمن أن يغض بصره ويحفظ فرجه، فإن صادف شيئا من غير قصد صرف بصره، ويعفو الله عن الأولى التي صادفها ولم يقصدها لذلك.

وإذا بلي بالمرأة والتحدث إليها في شيء يتعلق بالعمل، فإنه يتحدث إليها من غير أن يقابل وجهها، ولا ينظر إلى محاسنها، بل يعرض عنها، ويلقي بصره إلى الأرض حتى يقضي حاجته وينصرف.

وهذا من الأمور


(١) صحيح مسلم الآداب (٢١٥٩) ، سنن الترمذي الأدب (٢٧٧٦) ، سنن أبو داود النكاح (٢١٤٨) ، مسند أحمد بن حنبل (٤/٣٦١) ، سنن الدارمي الاستئذان (٢٦٤٣) .
(٢) سنن الترمذي الأدب (٢٧٧٧) ، سنن أبو داود النكاح (٢١٤٩) .
(٣) سورة النور الآية ٣٠
(٤) سورة النور الآية ٣١

<<  <  ج: ص:  >  >>