للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنور: ما بعثه الله من الهدى والعلم النافع الذي جاء في القرآن العظيم والسنة المطهرة هذا هو النور، من أخذ هذا النور واستضاء به واتبعه فهو السعيد، ومن حاد عن هذا النور فهو الهالك - نعوذ بالله من ذلك - ثم ذكرهم بيوم القيامة فقال تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} (١) هذا يوم الجمع يوم القيامة يبعث الله فيه الأولين والآخرين، ثم قال في سورة الواقعة: {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ} (٢) {لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} (٣) كلهم مجمعون أولهم وآخرهم جنهم وإنسهم: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} (٤) هذا يوم التغابن وهو يوم القيامة، حين تغبن في سيارة أو في أرض أو في عمارة بمائة ألف أو بمليون أو أكثر أو أقل هذا غبن، لكنه يسير بالنسبة إلى من غبن يوم القيامة وصار إلى النار، نعوذ بالله من هذا المصير، هذا هو الغبن: أن ترى خادمك وجارك وابن عمك إلى الجنة، وأنت تساق إلى النار هذا هو الغبن نعوذ بالله، وأن ترى أناسا تحقرهم في الدنيا، وتراهم فقراء في الدنيا ضعفاء، وتراهم إلى الجنة وإلى الكرامة والمنازل العالية، وأنت وأشباهك تساق إلى النار باستكبارك وعصيانك، هذا هو الغبن العظيم، هذا هو الخسران الكبير: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} (٥)


(١) سورة التغابن الآية ٩
(٢) سورة الواقعة الآية ٤٩
(٣) سورة الواقعة الآية ٥٠
(٤) سورة التغابن الآية ٩
(٥) سورة التغابن الآية ٩

<<  <  ج: ص:  >  >>