للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذهم بالريح العقيم حتى هلكوا، قوم صالح أخذتهم الصيحة فأصبحوا في دارهم جاثمين، وقوم لوط أصابهم ما أصابهم من الخسف وقلب مدائنهم عليهم، وأمطرهم ما أمطرهم من الحجارة، وهذا من العذاب المعجل غير عذاب الآخرة: النار، نسأل الله العافية، وقوم شعيب أصابهم ما أصابهم من الرجفة والصيحة حتى هلكوا، وهكذا فرعون أصابه وقومه ما أصابهم من الغرق، كل هذا عبر وعقوبات: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ} (١) هكذا كل واحد أخذ بذنبه عجلوا بالعقوبات، وآخرون أمهلوا وأنذروا، وعقوبة الله في الآخرة أشد، ثم يبين سبحانه بعض كفرهم فقال تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (٢) هكذا الكفرة كذبوا بالبعث والنشور، وقالوا: لا جنة ولا نار، ولا بعث ولا نشور، ولا جزاء ولا عقاب، وليس هناك حياة أخرى، إنما هي هذه الدنيا، فمنهم من عاجله الله بالعقوبة، ومنهم من أمهل إلى يوم القيامة، ورد الله عليهم بقوله: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ} (٣) قل يا محمد يا رسول الله: بلى وربي، حلف بربه لهم عليه الصلاة والسلام، وأمره بأن يحلف لهم


(١) سورة العنكبوت الآية ٤٠
(٢) سورة التغابن الآية ٧
(٣) سورة التغابن الآية ٧

<<  <  ج: ص:  >  >>