للندب عند الجمهور. وحمله الطحاوى على الوجوب. وظاهر الحديث جواز إفراد الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم عن السلام بلا كراهة. وبه قال الجمهور، ولا وجه لمن قال بالكراهة (روى) جابر أن النبى صلى الله لعيه وسلم قال: " من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محموداً الذى وعدته، حلت له شفاعتى
يوم القيامة " أخرجه أحمد والبخارى والأربعة (١){١١٨}
هذا. وقد ورد فى الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم بعد الأذان (أفضلها) ما فى حديث كعب بن عجرة: " قيل: يا رسول الله أما السلام عليك فقد علمناه. فكيف الصلاة عليك؟ قال قولوا: اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم حميد مجيد. اللهم بارك
(١) انظر ص ٣١ ج ٣ - الفتح الربانى. وص ٦٤ ج ٢٣ فتح البارى (الدعاء عند النداء) وص ٢٠٤ ج ٤ - المنهل العذب. وص ١١٠ ج ١ مجتبى (الدعاء عند الأذان) وص ١٨٥ ج ١ تحفة الأحوذى. وص ١٢٧ ج ١ - ابن ماجه (ما يقال إذا أذن المؤذن) و (الدعوة) بفتح الدال المراد بها الأذان. سمى بذلك لاشماله عل كلمة التوحيد والدعوة إلى الصلاة. و (التامة) أى التى لا يدخلها تغيير ولا تبديل إلى يوم القيامة (والوسيلة) ما يتوصل به إلى الشئ ويتقرب به. والمراد بها هنا أعلى منزلة فى الجنة (والفضيلة) المرتبة الزائدة على سائر مراتب الخلق. ويحتمل أن تكون مرادفة للوسيلة أو مغايرة لها (وقوله مقاما محموداً) بالتنكير. وفى رواية: المقام المحمود بالتعريف أى الذى يحمده عليه الأولون والآخرون. وهو مقام الشفاعة فى فصل القضاء المشار إليه بقوله تعالى: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " والحكمة فى سؤال ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم مع تحقق وقوعه، إظهار شرفه صلى الله عليه وسلم وبيان عظم منزلته عليه الصلاة والسلام (حلت له شفاعتى) أى من قال هذه الكلمات عقب الأذان، وجبت له شفاعة النبى صلى الله عليه وسلم واستحقها يوم القيامة وهى تختلف باختلاف المقامات، والشفاعة طلب الخير للغير.