(ب) بكة - قال تعالى: " إن أول بيت وضع للناس ببكة مباركا وهدى للعالمين " (٩٦ - آل عمران) قالت اليهود إن بيت المقدس أفضل من الكعبة لكونه مهاجر الأنبياء (بفتح الجيم) وفي الأرض المقدسة. فرد الله عليهم. (أولا) بهذه الآية: نبه بكونه أول متعبد (بفتح الباء المشددة) على أنه أفضل من غيره. (ثانيا) بقوله: " فيه آيات بينات مقام إبراهيم " أي وليس ذلك في بيت المقدس. (ثالثا) بقوله: " ومن دخله كان آمنا " أي وليس ذلك في بيت المقدس. (رابعا) بقوله: " ولله على الناس حج البيت " أي وليس ذلك في بيت المقدس. سمية بكة لازدحام الناس في الطواق يقال بك القوم ازدحموا. (ج) أم القرى: قال تعالى: " وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها " (آية ٩٢ - الأنعام) يعني مكة. وخصت بالذكر لأنها أعظم القرى شأنا ولأن بها أول بيت وضع للناس ولكونها قبلة هذه الأمة ومحل حجهم. فالإنذار لأهلها مستتبع لإيذار أهل الأرض. والمراد بمن حولها جميع أهل الأرض. (د) البلد الأمين /: قال تعالى " وهذا البلد الأمين " يعني مكة وصفت بالأمين لأمان من دخلها قال تعالى: " أنا جعلنا حرما آمنا , يقال: أمن الرجل أمانة فهو أمين. (وهي) " عاصمة الحجاز طولها من الشمال إلى الجنوب ثلاثة كيلو مترات وعرضها من الشرق إلى الغرب نصف ذلك (وهي) ببطن واد محاط بسور جبلي. ومداخلها أربعة: في الشمال الشرقي الطريق إلى منى , وفي الجنوب الطريق إلى اليمن وفي الشمال الغربي الطريق إلى وادي فاطمة. وفي الغرب الطريق إلى جدة (وجبالها) سليلتان: = = (أ) شمالية تتكون من الفلج غربا ثم قعيقعان ثم جبل الهندي ثم جبل لعلع ثم جبل كدا (بفتح الكاف والمد) وهو في أعلى مكة. ومن جهته دخل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح وفي حجة الوداع. وبالقرب منه ذو طوى واد به آبار الزاهر. ونزل به النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وبات به ليلة الأحد لأربع خلون من ذي الحجة سنة عشر. وصلى به الصبح ثم اغتسل ودخل مكة. =