للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمعنى أن حب الموت وكراهته إنما يكون عند النزع في حالة عدم قبول التوبة فإن كان إنسان يشاهد حينئذ ما هو صائر إليه وما أعد له من نعيم مقيم وعذاب اليم. فأهل السعادة والصلاح يحبون حينئذ الموت ولقاؤ الله لينتقلوا إلى ما أعد لهم ويرضى عنهم ربهم فيجزل لهم العطاء ويعمهم بالكرامة. وأهل الشقاء والمعاصي يكرهون الموت حينئذ لما رأوا من سوء المنقلب ويبعدهم الله عن رحمته ومحل كرامته. وليس المعنى أن سبب حب الله لقاء الصالحين حبهم ذلك. ولا أن سبب كراهته تعالى لقاء الطالحين كراهتهم لذلك. بل المراد رضاة تعالى عن الأولين وسخطه على الآخرين. ثم يتعلق بالمحتضر أربعة أمور:

(١) يسن توجيهه إلى القبلة مضطجعا على شقه الأيمن (لحديث) أبى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة سال عن البراء بن معرور فقالوا: توفى وأوصى بثلث ماله لك. وأن يوجه للقبلة لما احتضر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أصاب الفطرة وقد رددت ثلث ماله على ولده. ثم ذهب فصلى عليه وقال: اللهم اغفر له وارحمه وأدخله وقد فعلت. أخرجه البيهقى والحاكم وقال صحيح (١). {٢٥٣}

(وعن) سلمى أم آبى رافع أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم عند موتها استقبلت القبلة ثم توسدت يمينها. أخرجه أحمد (٢) {٢٥٤}


(١) انظر ص ٣٨٤ ج ٣ سنن البيهقى (ما يستحب من توجهه نحو القبلة) (وقد فعلت) بتاء الخطاب لله تعالى إخبارا من النبى صلى الله عليه وسلم أنه استجاب دعاء المبراء ويحتمل أنه مبنى للمفعول أى نفذت وصيته.
(٢) انظر ص ٦٧ ج ٧ - الفتح الربانى (الشرح).