للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آلتي كان نور النهار يحول بينها وبين الانتشار فلما أظلم الليل عليها وغاب القمر انتشرت وعاثت (والاستعاذة) من شر الحاسد تتضمن الاستعاذة من النفوس الخبيثة المؤذية بحسدها ونظرها. والسورة الثانية تتضمن الاستعاذة من شر شياطين الإنس والجن. فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شر ولهما شان عظيم في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها (١)، وبهذا يظهر الشر فيما دل عليه حديث عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة. اخرجه أحمد والثلاثة وابن حبان وصححه والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم (٢) {٢٢٨}

وفيه سر عظيم في دفع الشرور من الصلاة. ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما تعوذ المتعوذون بمثلهما). (ب) أما العلاج الطبعى فإن في الملح نفعا لكثير من السموم ولا سيما لدغة العقرب يضمد به مع بذر الكتان للسع العقرب. وفى الملح قوة جاذبة محلله تجذب السموم وتحللها. ولما كان في لسع العقرب قوة نارية تحتاج إلى تبريد وجذب وإخراج - وهذا أتم ما يكون من العلاج وأيسره. وفيه تنبيه على أن علاج هذا الداء بالتبريد والجذب والأخراج (٣).


(١) انظر ص ١٢٣ ج ٣ زاد المعاد.
(٢) انظر ص ٧ ج ٤ - الفتح الربانى (اذكار وتعوذات ... عقب الصلوات) وص ١٨٦ ج ٨ - المنهل العذب (فى الاستغفار)، وص ١٩٦ ج ١ مجتبى (قراءة المعوذات بعد التسليم من الصلاة). والمعوذات بكسر الواو. والمراد، سورتا الفلق والناس.
(٣) انظر ص ١٢٣ ج ٣ زاد المعاد (هدية صلى الله عليه وسلم فى علاج لدغة العقرب).