للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأكثر أنواعه تغذية خبز السميد (١) وهو أبطؤها هضما لقلة نخالته. واحمد أوقات أكله آخر اليوم الذي خبز فيه. واللين منه أكثر تليينا وغذاء وترطيبا أسرع انحدارا. واليابس بخلافه. وخبز البر حار قريب من الاعتدال في الرطوبة واليبوسة. واليبس يغلب على ما جففته النار منه. والرطوبة على ضده. وخبز القطائف يولد خلطا عظيما. والفتيت بطئ الهضم والمعمول باللبن مسدد كثير الغذاء بطئ الانحدار. وخبز الشعير بارد يابس وهو اقل غذاء من خبزا الحنطة (٢).

(٢٠) الخل: (روى) جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سال أهله الأدم فقالوا: ما عندنا إلا خل فجعل يأكل به ويقوم نعم الأدم الخل نعم الأدم الخل. أخرجه مسلم وكذا ابن ماجه مختصرا (٣) {١٦٧}

(دل) الحديث على فضيلة أخل وأنه أدم فاضل جيد. قال محمد بن زاذان: حدثتنى أم سعد قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة وأنا عندها فقال: " هل من غذاء؟ قالت عندنا خبز وتمر وخل فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الإدام الخل اللهم بارك في الخل فإنه إدام الأنبياء قبلي ولم يفتقر بيت فيه خل " أخرجه ابن ماجه (٤) {١٦٨}

(والغرض) من الحديث بيان أن الخل صالح لأن يؤدم به. وهو إدام حسن. ولم يرد ترجيحه على غيره من اللبن واللحم والعسل والمرق (هذا)


(١) السميد، على وزن فعيل بالدال المهملة وبالمعجمة افصح وهو لباب الدقيق
(٢) انظر ص ١٦٣ ج ٣ زاد المعاد
(٣) انظر ص ٦ ج ١٤ نووى (فضيلة الخل) وص ١٦٣ ج ٢ (الائتدام بالخل). والأدم بضمتين جمع ادام بكسر الهمزة ما يؤتدم به.
(٤) انظر ص ١٦٣ ج ٢ - ابن ماجه