للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(١٢) الثريد: وهو مركب من خبز ولحم. فالخبز أفضل الأقوات واللحم سيد الإدام فإذا اجتمعا ففيهما الكفاية. واختلف أيهما أفضل والصواب أن الحاجة إلى الخبز أكثر واللحم أجل وأفضل وهو طعام أهل الجنة قال الله تعالى لمن طلب البقل والقثاء والفوم والعدس والبصل" أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ" (١)

وكثير من السلف على أن الفوم الحنطة. وعليه فالآية نص على أن اللحم خير من الحنطة (٢).

(١٣) الثلج: (روى) أبو هريرة حديثا في دعاء الاستفتاح، فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم اغسلنى بالثلج والماء والبرد " أخرجه السبعة إلا الترمذى (٣). {١٦٢}

(دل الحديث) على أن الداء يداوى بضده فإن في الخطايا من الحرارة والحريق ما يضاده الثلج والبرد والماء البارد. ولا يقال إن الماء الحار ابلغ في إزالة الوسخ لأن في الماء البارد من تصلب الجسم وتقويته ما ليس في الحار. والخطايا توجب أثرين: التدنيس والإرخاء فالمطلوب تداويها بما ينظف القلب ويصلبه. فذكر الماء البارد والثلج والبرد إشارة إلى هذين الأمرين (وبعد) فالثلج بارد على الأصح فإنه يتولد في الفواكه الباردة وفى الخل وأما تعطيشة فنهييجه الحرارة لا لحرراته في نفسه وهو يضر المعدة والعصب وإذا كان وجع الأسنان من حرارة مفرطة سكنها (٤)


(١) يشير الى الآية (واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير) ٦١ البقرة.
(٢) انظر ص ٦٠ ج ٣ زاد المعاد.
(٣) انظر ص ١٥٦ ج ٣ فتح البارى (ما يقول بعد التكبير) وص ٩٦ ج ٥ نووى (ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة) وص ١٩٣ ج ٥ - المنهل العذب (السكتة عند الافتتاح).
(٤) انظر ص ١٥٩ و ١٦٠ ج ٣ زاد المعاد