هذا. وحنين واد بين مكة والطائف. كانت غزوته فى شوال سنة ثمان (وحاصلها) أن النبى صلى الله عليه وسلم بلغه بعد فتح مكة تجمع أربعة آلاف من هوازن وثقيف وبنى سعد وغيرهم لحربة عليه الصلاة والسلام، جمعهم مالك بن عوف النصرى، ومعهم دريد بن الصمة المشهور باصاله الرأى، وله مائة وعشرون أو مائة وستون سنة اشار بتمنيع الذرارى والأموال ولقاء الرجال بالرجال. وقال: إن المنهزم لا يرده شئ، فابى مالك وسار بهم. فاستعار النبى عليه الصلاة والسلام مائة درع بسلاحها من صفوان بن أمية (وكان مشركا) ثم خرج صلى الله عليه وسلم لست خلون من شوال (٢٨ يناير سنة ٦٣٠ م) باثنى عشر ألفا (جيش الفتح، وألفين من أهل مكة) واستخلف على مكة عتاب بن أسيد، فلما وصل حنينا خرج لهم كمين من جانبيها، فحمل عليهم المسلمون فانكشفوا واشتغل المسلمون بالغنائم، فاستقبلهم العدو بالسهام فعادوا منهزمين لا يلوى أحد على أحد، وكان رجل منهم حين رأى كثرتهم قال لن تغلب اليومعن قلة. فوكلهم الله الى كلمته وفروا مدبرين. ونادواهم الرسول صلى الله عليهم وسلم فلم يرجعوا. وثبت صلى الله عليه وسلم فى نفر من كبار الصحابة كأبى بكر وعمر وعثمان وعلى والعباس، فأمر صلى الله عليه وسلم أن ينادى الأنصار والمهاجرين، وكان صيتا فناداهم. فقالوا: يا لبيك يا لبيك ورجعوا مسرعين حتى جعل الرجل يثنى بعيرة فيمنعه التزاحم فيقتحم عنه ويؤم الصوت حتى اجتمع منهم مائة أو الف، فصاروا يقتلون وياسرون حتى فتح الله عليهم وقد غنموا غنائم كثيرة وكان فى السبى الشيماء (بفتح فسكون الياء ويقال: الشماء بلا ياء) بنت حليمة السعدية فأكرمها عليه الصلاة والسلام وزودها وردها الى قومها ووهبها عبدا وجارية فزوجت العبد الجارية =