للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وعن) أنس بن مالك، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبلٌ ممدودٌ بين ساريتين، فقال: ما هذا؟ قالوا: لزينب تصلي، فإذا كسلت أو فترت أمسكت به. فقال: حلوه. ثم قال: ليصل أحدكم نشاطه، فإذا كسل أو فتر فليقعد. أخرجه الشيخان (١) {٢٨٩}.

(وعن) عائشة قالتْ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإنه إذا صلى وهو ينعس لعله يذهب ليستغفر فيسب نفسه. أخرجه الشيخان (٢) {٢٩٠}

(وأما) العقل فإن النوم يجدد القوي التي كلت بالسهر، فمتى دفعه الإنسان وقت الحاجة إليه أثر في بدنه وعقله، فنعوذ بالله من الجهل.

(فإن قال) قائل: فقد روي لنا أن جماعةً من السلف كانوا يحيون الليل، (فالجواب) أن أولئك تدرجوا حتى قدروا على ذلك، وكانوا على ثقةٍ من حفظِ صلاةِ الفجر في الجماعة. وكانوا يستعينُون بالقائلةِ مع قلة المطعم، فصح لهم ذلك. ثم لم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ليلة لم ينم فيها فسنته هي المتبوعة.

(وقد) لبس إبليس على جماعةٍ من قوام الليل، فيحدثوا بذلك


(١) ص ٢٤ ج ٣ فتح الباري (ما يكره من التشديد في العبادة) وص ٧٢ ج ٦ نووي مسلم (فضيلة العمل الدائم).
(٢) ص ٢١٨ ج ١ فتح الباري (الوضوء من النوم) وص ٧٤ ج ٦ نووي مسلم (أمر من نعس في صلاته أن يرقد).