ومن المعنى الأول حديث البَرَاء بن عازب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سُئِل ماذا يُتَّقَى من الضحايا؟ فقال: أربعٌ: العرجاءُ البيِّن ظَلْعُها، والعوراءُ البيِّن عوَرُها، والمريضة البيِّنُ مرَضُها، والعجفَاءُ التي لا تُنْقِى" اى الهزيلة التي لا شحم ولا مخ فيها. ومن ذلك قول الامام شرف الدين: محمد البوصيري في قصيدته الهمزية في مدح خيْر البرية، وهو يتحدث عن رضاع النبي - صلى الله عليه وسلم - في آل سعدٍ من حليمة السعدية رضي الله عنها، وعما أظهر الله لها من خيرات ومعجزاتِ في شياهها وأرضِها، وما صارت عليه الارض المتصلة بمسكنها من خصْب، والشياهُ من امتلاء ضرع، بفضل ارضاعها للنبي - صلى الله عليه وسلم - وبركاته، فقال البوصيري في ذلك رحمه الله: وبَدَتْ في رضاعه معجزات ... ليس فيها عن العيون خَفاءُ إذ أبَتْهُ ليُتْمِهِ مِرْضِعات ... قلْنَ ما في اليتيم عَنَّا غَنَاءُ فأتتْهُ من آل سعدٍ فَتاةٌ ... قدْ ابَتْها لفقرها الرضعَاء أرْضعَتْه لبانها فسَقَتْها ... وبنيهَا ألبانَهُن الشَّاءُ اصبحت شُؤالاً عجافاً وأمست ... ماَ بها شائِلٌ ولا عجفاءُ أخصَبَ العَيشُ عندها بعْدَ مَحْل ... إذْ غدا للنبي منها غِذَاءُ يا لهَا مِنَّةً لقد ضوعفَ الاجْـ ... ـر عليها من جِنْسِهَا والجزَاءُ وإذا سخَّرَ الالاهُ أناساً ... لِسَعيدٍ فإنهمْ سعداءُ، حبةٌ أنبَتتْ سنابلَ والعصْـ ... ـفُ لديهِ يستشرفُ الضعفاءُ