النتيجة الرابعة: سبق الحق إلى العقول يحفظ ضرورات الحياة.
إن من ثمرات سبق الحق إلى العقول يحقق توحيد الله في الأرض وإقامة شريعة الله، ونشر العدل، وغرس الإيمان والأخلاق الحسنة في النفوس ومطاردة الشرك، ونبذ حكم الطاغوت، ومحاربة الظلم والقضاء عليه أو التخفيف منه، وبالجملة: حفظ الضرورات الخمس، التي هي الدين والنسل والعقل والنفس والمال، وكل ما يخدم حفظها من الحاجيات والتحسينيات.
ومن ثمار سبق أهل الباطل بباطلهم إلى العقول، إهدار هذه الضرورات وما يخدمها.
أي إن البشرية تفسد حياتها إذا سبق أهل الباطل بباطلهم أهل الحق إلى العقول، وتستقيم حياتها وتسعد إذا سبق أهل الحق أهل الباطل بالحق إلى العقول.
وإنا لنرى آثار هذه النتيجة اليوم واضحة في الأرض، فقد اعْتُدِيَ على ضرورات الحياة وما يخدمها، فأفسد أهل الباطل على الناس دينهم، واعتدوا على نسلهم، وعقلهم، ونفسهم، ومالهم، ونشروا الظلم والفحشاء والمنكر، وحكموا بالطاغوت ونبذوا حكم الله، ولم يبق في الأرض صلاح إلا حورب، ولا فساد إلا نشر ودعم.