هذه هي الغاية الرئيسة الثانية التي يريد أهل الباطل تحقيقها في السباق إلى العقول، وهي الصد عن سبيل الله ومحاربة الحق وأهله، ونصر الباطل وتثبيته في الأرض، أي تحقيق كل ما يضاد غايات أهل الحق ويخالفها من غايات.
وقد أوضح القرآن الكريم في آيات كثيرة منه أن أهل الباطل كلهم يصدون عن سبيل الله، سواء في ذلك أهل الكتاب من اليهود والنصارى، أو المشركون الوثنيون أو المنافقون.
وفعل:"صَدَّ" يأتي لازما، ومعناه انصراف الصاد عن الشيء والامتناع من قبوله، ويأتي متعديا، ومعناه صرف غيره عن الشيء وعن قبوله، ولا يصرف الإنسان غيره عن الحق إلا إذا كان هو نفسه قد انصرف عنه، لأن صاحب الحق لا ينصرف عنه ولا يصرف غيره.
قال تعالى عن أهل الكتاب:{قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(١) .