وله طريق آخر عن جابر، هو طريق وهب بن كيسان، عن جابر مرفوعًا بلفظ: "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج، إلا أن يكون وراء إمام". رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ١٢٨، والدارقطني في "سننه" ١/ ٣٢٧ من طريق يحيى بن سلام، عن مالك، عن وهب. قال الدراقطني: يحيى بن سلام ضعيف، والصواب موقوف. ثم رواه هو والطحاوي والبيهقي في "السنن الكبرى" ٢/ ١٦٠ من طرق صحيحة عن مالك به موقوفًا كما في "الموطأ" ١/ ٨٤ (٣٨) كتاب الصلاة، باب ما جاء في أم القرآن. قال البيهقي: هذا هو الصحيح عن جابر من قوله غير مرفوع، وقد رفعه يحيى بن سلام وغيره من الضعفاء عن مالك، وذاك مما لا يحل روايته على طريق الاحتجاج به. والحديث له شواهد عدَّة ومنها: أ- حديث ابن عباس: وسيأتي قريبًا. ب- حديث ابن عمر مرفوعًا بمثله. رواه الدارقطني في "سننه" ١/ ٣٢٧ من طريق سالم بن عبد الله، عن أبيه، وفي إسناده محمد بن الفضل قال الدارقطني: متروك. ورواه أيضًا من طريق نافع، عن ابن عمر مرفوعًا، والخطيب في "تاريخ بغداد" ١/ ٣٣٧، قال الدارقطني: رفعه وهم، والصواب وقفه، ثم ساقه من طريق نافع وأنس بن سيرين موقوفًا. وهو في "الموطأ" للإمام مالك ١/ ٨٦ (٤٣) كتاب الصلاة، باب ترك القراءة خلف الإمام فيما جهر فيه، وهو في "الموطأ" موقوف كذلك. جـ - حديث ابن مسعود مرفوعًا، وفيه: "إذا صلى أحدكم خلف الإمام فليصمت، فإنَّ قراءته له قراءة، وصلاته له صلاة".