أي: لا نوم لي، ونظيره قوله تعالى: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْركِيْنَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ} (١)، أي: لا يكون لهم عهد.
وقيل: معناه: كيف يستحقون الهداية؟ وقيل: معناه: كيف (٢) يهديهم الله في الآخرة إلى الجنّة والثواب؟ (٣)
{وَشَهِدُواْ أَنَّ الْرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
أي: لا يرشدهم، ولا يوفقهم، وهو خاص فيمن علم الله تعالى منهم أنهم لا يؤمنون، فأراد ذلك منهم. وقيل: معناه: لا يثيبهم ولا ينجيهم (٤).
٨٧ - {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (٨٧)}
٨٨ - {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (٨٨)
٨٩ - {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا}
وذلك: أن الحارث بن سويد لمَّا لحق بالكفار ندم وأرسل إلى قومه: أن سلوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل لي من توبة؟ ففعلوا (٥) ذلك، فأنزل الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ
(١) التوبة: ٧.
(٢) من (س)، (ن).
(٣) انظر هذا الوجه في: "معالم التنزيل" للبغوي ٢/ ٦٤، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٤/ ٨٤، "اللباب" لابن عادل الدمشقي ٥/ ٣٧٢.
(٤) انظر هذا الوجه في: "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٤٦٨، "الوسيط" للواحدي ١/ ٤٦٠، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٤٠.
(٥) في الأصل: ففعل. بالإفراد، والمثبت من (ن).