للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعطيناكم (١) سبع آيات هي خير لكم من هذِه القوافل، ودليل هذا التأويل قوله عز وجل في عقبها: {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} الآية (٢) وقيل: لأنها مصدرة بالحمد، والحمد أول كلمة تكلم بها آدم عليه السلام حين عطس وهي آخر كلام أهل الجنّة من ذريته، قال الله تعالى {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

وقيل: لأن الله تعالى استثناها وادَّخرها لهذِه الأمة فما أعطاها غيرهم، كما روينا في خبر سعيد ابن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.

وقال أبو زيد البلخي (٣): لأنها تثني أهل الدعرة والشرارة عن الفسق والبطالة، من قول العرب: ثنيت عناني، قال الله عز وجل {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} (٤).

وقيل: لأن أولها ثناء على الله عز وجل.

وقال قوم: إن السبع المثاني هي (٥) السبع الطول وهي: سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال


(١) في (ز): وعند الواحدي: أعطيتكم.
(٢) هكذا نقل هذِه الحكاية تلميذ المصنف -الواحدي- في "أسباب النزول" وتبعهما ابن الجوزي في "زاد المسير" ٤/ ٤١٢ وعنه نقلها سليمان الجمل في "الفتوحات الإلهية" ٢/ ٢٠٥، ولكن في هذا السبب نظر؛ لأن السورة مكية بالاتفاق، وبنو قريظة وبنو النضير كانوا في المدينة فلا يمكن للمسلمين بمكة مشاهدة القوافل القادمة من الشام إلى المدينة، فتدبر.
(٣) لم أتعرف عليه.
(٤) هود: ٥.
(٥) في (أ): هو.

<<  <  ج: ص:  >  >>