للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= للمسانيد والسنن عن جمهورها.
"التحقيق" ١/ ٣١٢.
وقال ابن قدامة: وسائر أخبار الجهر ضعيفة، فإنَّ رواتها هم رواة الإخفاء، وإسناد الإخفاء صحيح ثابت بغير خلاف فيه، فدل على ضعف رواية الجهر.
وقال -أيضًا-: وإنَّما أكثر الكذب في أحاديث الجهر؛ لأنَّ الشيعة ترى الجهر، وهم أكذب الطوائف، فوضعوا في ذلك أحاديث لبَّسوا بها على الناس دينهم، ولهذا يوجد في كلام أئمة السنة من الكوفيين كسفيان الثوري أنهم يذكرون من السنة المسح على الخفين، وترك الجهر بالبسملة، كما يذكرون تقديم أبي بكر وعمر، ونحو ذلك؛ لأن هذا من شعار الرافضة، ولهذا ذهب أبو علي بن أبي هريرة أحد الأئمة من أصحاب الشافعي إلى ترك الجهر بها، قال: وإن الجهر بها صار من شعار المخالفين.
"الفتاوى" ٢٢/ ٤٤١، ٤٤٢، ٤٤٣.
ويقول شيخ الإِسلام ابن تيمية: وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أنه ليس في الجهر بها حديث صريح، ولم يرو أهل السنن المشهورة كأبي داود والترمذي والنسائي شيئًا من ذلك، وإنما يوجد الجهر بها صريحًا في أحاديث موضوعة يرويها الثعلبي والماوردي وأمثالهما في التفسير، أو في بعض كتب الفقهاء الذين لا يميّزون بين الموضوع وغيره. "مجموع الفتاوى" ٢٢/ ٤١٥.
وقال أيضًا: لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يجهر بها, وليس في الصحاح ولا السنن حديث صحيح صريح بالجهر، والأحاديث الصريحة بالجهر كلها ضعيفة، بل موضوعة، ولهذا لما صنَّف الدراقطني في ذلك مصنفًا قيل له: هل في ذلك شيء صحيح؟ فقال: أمَّا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا، وأما عن الصحابة فمنه صحيح، ومنه ضعيف.
ولو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجهر بها دائمًا لكان الصحابة ينقلون ذلك، ولكان الخلفاء يعلمون ذلك، ولما كان الناس يحتاجون أن يسألوا أنس بن مالك بعد انقضاء عصر الخلفاء، ولما كان الخلفاء الراشدون، ثم خلفاء بني أمية، وبني العباس =

<<  <  ج: ص:  >  >>