للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصففنا صفين لم أر قط أعرض (١) ولا أطول منهما، والروم ملصقون ظهورهم (٢) بحائط المدينة. قال: فحمل رجل منا على صف الروم حتَّى خرقة، ثم خرج إلينا مقبلًا، فصاح النَّاس، وقالوا: سبحان الله ألقى بيده (٣) إلى التهلكة؟ ! فقال أبو أَيُّوب الأَنْصَارِيّ (٤): إنكم لَتَأَوَّلون هذِه الآية على هذا (٥) التأويل؛ إن حمل رجل منا (٦) يقاتل يلتمس الشهادة أو يُبلي من نفسه بلاءً (٧). نحن أعلم بهذا الآية، إنما نزلت فينا معشر الْأَنصار؛ إنَّا لما أعز الله تعالى دينه، ونصر رسوله وعن قلنا فيما (٨) بيننا سرًّا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنَّا قد تركنا (٩) أهلنا،


= "الاستيعاب" لابن عبد البر ٢/ ٨٢٩، "أسد الغابة" لابن الأثير ٣/ ٢٨٩، "الإصابة" لابن حجر ٥/ ٦٨.
(١) في (ح): لا أعرض.
(٢) في (ش): بطونهم.
(٣) في (ش)، (ح): بيديه.
(٤) خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الأَنْصَارِيّ النجاري أبو أَيُّوب.
شهد العقبة، وبدرًا، والمشاهد كلها، ونزل عنده النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة شهرًا حتَّى بنى - صلى الله عليه وسلم - حُجره، ومسجده. تُوفِّي في بلاد الروم غازيًا لفتح القسطنطينية في خلافة معاوية سنة (٥٢ هـ)، وقيل قبلها.
"المعجم الكبير" للطبراني ٤/ ١١٧، "أسد الغابة" لابن الأثير ٢/ ٨٠، ٥/ ١٤٣، "الإصابة" لابن حجر ٢/ ٨٩.
(٥) كذا في (ش)، (ح)، (ز). وأما في (س) و (أ) وهامش (ز): غير.
(٦) ساقطة من (ح). وكررت كلمة يقاتل في (أ).
(٧) من (ز ١).
(٨) في (أ): فما.
(٩) في (ح): كنا تركنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>