ولقد جعل الله عز وجل مسئولية الإنسان في رسالة الخاتمة تنحصر بالتسليم له بالإسلام الذي أنزله على محمد عليه الصلاة والسلام.
وإن فهم الإسلام والتكاليف التي يطالب به كل إنسان وهو ما يسمى بالمطلوبات العينية وفهم ما تطالب به الأمة الإسلامية ومما يطلق عليه اسم المطلوبات الكفائية، من أوجب الواجبات على كل مسلم، وقد فصلنا ذلك في كتاب:"كي لا نمضي بعيداً عن احتياجات العصر". وذكرنا هناك تفصيلات للمطلوبات العينية والكفائية، وذكرنا أن المسلم لو استهدى بتفصيلات هذه الشئون لكفاه ذلك للوصول إلى سيادة العالم بإذن الله، ولنال بذلك الخلود الأبدي في نعيم الله وجنته، ومن رحمة الله أن جعل التكليف بالإسلام في دائرة اليسر ورفع الحرج، وجعله متوطاً بالطاقة، فكل ما لا يدخل في دائرة الوسع أو يدخل الإنسان في دائرة الحرج فقد خفف الله عز وجل فيه.
وتفصيلات هذا الأمر أكبر من أن يحاط بها ولذلك فإننا ها هنا سنقتصر على لباب من النقول وعلى أصول من النصوص نردك فيها الكثير مما ذكرناه في مقدمة هذا الفصل.