للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (١).

{لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} (٢).

ومن رحمه الله عز وجل أنه لم يجعل الإنسان مكلفا قبل البلوغ وذلك لقصور عقله من استيعاب التكليف والقيام بحقوقه قبل ذلك لكن الشارع كلف أهل الولاية عليه أن يؤدبوه ليؤهلوه للقيام بالتكليف بعد البلوغ.

وإذا أردنا أن نعرف التكليف باختصار فإننا نصفه بأنه معرفة الله والرسول صلى الله عليه وسلم والإسلام والقيام لله عز وجل بحقوق العبادة والعبودية وبإقامة ما يطلب من المكلف من الإسلام.

* * *

إن مسئولية الإنسان أمام الله عز وجل من أخطر القضايا تأثيراً على السلوك البشري ومن أعظم القضايا التي يجب على الإنسان أن يعرفها، فالإنسان الذي لا يستشعر مسئوليته أمام الله عز وجل يجب أن ينطلق بلا حدود، ومن ها هنا تأتي فكرة حيوانية الإنسان وما يترتب عليه من فوضى شاملة، وتأتي فكرة إتباع الأهواء وما يترتب عليها من خراب شامل، قال تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} (٣).

أما إذا أقر الإنسان بمسئوليته أمام الله عز وجل، واعترف بذلك واعتنق دينه الحق الإسلام، وعرف أنه مجازي على ذلك أمامه في حياة أخرى، فإن ذلك أمامه في حياة أخرى، فإن ذلك ينبثق عنه كل خير. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} (٤).


(١) الإسراء: ١٦٥.
(٢) الأنعام: ١٩.
(٣) المؤمنون: ٧١.
(٤) إبراهيم: ٢٤، ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>