للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قولهم صَدَقه إذا خبرة بنفس الواقع، وقوله: (وأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قادمًا أو وصل من سفره في صباح يوم وصوله، وذكر ابن سعد -رحمه الله- أنه وصل في رمضان وقادمًا هنا خبر أصبح وقوله: (بدأ بالمسجد) أي بدخوله المسجد فيركع فيه ركعتين، وهما المعروفتان عند الفقهاء بتحية المسجد، وهذا محل الشاهد عند المصنف هنا كما تقتضيه الترجمة، وقوله: (ثم يجلس للناس) أي ليسلموا عليه فإن ذلك أيسر لهم وله - صلى الله عليه وسلم -، وقوله: (فلما) الفاء عاطفة، وتقدم الكلام على لما وقوله: (فعل ذلك) الإشارة ترجع إلى بداءته بالمسجد وصلاة الركعتين فيه والجلوس للناس فيه، وقوله: (جاء المخلفون) أي القوم الذين تخلفوا عن الغزو من المنافقين وقوله: (فطفقوا) أي شرعوا (يعتذرون إليه) أي بالباطل، ويحلفون له بالكذب كما هي عادتهم، وقوله: (وكانوا) أي المتخلفون الذين هم بهذه الصفة (بضعة وثمانين) والبضع بكسر الضاد ما بين الثلاثة إلى التسعة، وقيل إلى العشرة و (رجلًا) تمييز العدد، وقوله: (فقبل منهم - صلى الله عليه وسلم - علانيتهم) أي ما تظاهروا به من الأعذار الكاذبة لأنه كان مأمورًا بذلك من معاملتهم بالظاهر إن لم ينزل عليه وحي بغير ذلك وقوله: (بايعهم) أي جددوا معه بيعة على أنهم مسلمون، وقوله: (استغفر لهم) أي طلب المغفرة لهم على حسب الظاهر لأن المسلمين كانوا إذا أذنب أحدهم طلب منه الاستغفار فتشبه هؤلاء بهم في ذلك، وقد أخبر الله عنهم أن ذلك لا ينفعهم لخراب قلوبهم، وخلوها من الإيمان, وقوله: (ووكل سرائرهم إلى الله) أي فوض الأمر إلى الله في معرفة صدقهم وكذبهم ففضح الله سرائرهم كما سيأتي، وقوله: (فجئته) الفاء عاطفة، وقوله: (فلما) الفاء فصيحة أي فسلمت عليه فلما سلمت عليه، وقوله: (تبسم كالمغضب) مصدر تشبيهي، أي كتبسم المغضب، وقوله: (ثم قال تعال) كلمة تعال تستعمل للنداء كأنه قول له ارتفع من المكان لغلبة استعمالها في طلب المجيء وهو يستلزم ذلك إذا كان الداعي في مكان أعلى من مكان المدعو، والأصح فيها أنها فعل أمر، وقوله: (فجئت أمشي) الفاء عاطفة، وقوله: (أمشي) في محل الحال و (حتى) للغاية، وقوله: (بين يديه) أي أمامه قريبًا منه، وتقدم الكلام على بين في حديث الإسراء وهي هنا ظرف مكان، وقوله: (فقال لي) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما خلّفك) ما استفهامية أي ما الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>