للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حملك على التخلف أي عن الغزو، وقوله: (ألم تكن) استفهام تقريري، هو حمل المخاطب على الاعتراف لأن همزة الاستفهام فيها معنى النفي، فإذا دخلت على أداة النفي كان نفيًا للنفي هو إثبات، وقوله: (ابتعت) أي اشتريت، وقوله: (ظهرك) أي مركوبك الذي تستطيع السفر عليه، أو تعده لذلك، ومعنى ذلك أنك قد قدرت على السفر لوجود ما تسافر عليه، وقوله: (فقلت) حرف إجاب بعد النفي وتقدم الكلام عليه وأنه لا يصلح محله نعم لأنها تقلب المعنى.

وقوله: (إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت) لظننت، أو علمت، وقوله: (أن) هي المخففة من الثقيلة وقوله: (سأخرج من سخطه) أي إلى رضاه بانتحال العذر الكاذب، وقوله: (ولقد أعطيت جدلًا) اللام للتوكيد وقد للتحقيق، وقوله (أعطيت جدلًا) أي قدرة على الجدال وهو الاحتجاج والمراجعة أصله من الجدل وهو الفتل, لأن المجادل يفتل الحجة ليغلب خصمه من قولهم حبل مجدول، وعنان مجدول أي محكم الفتل، قال البعيث المجاشعي:

ومجدولة جدل العنان خريدة ... لها شعر جعد ووجه مقسم

وقيل: اشتقاقه من الجدالة، وهي الأرض من قولهم ضربه فجدله، أو جندله أي طرحه بالجدالة وهي الأرض، قال الراجز:

سأركب الحالة بعد الحالة ... وأدع العاجز بالجدالة

وقال عنترة بن شداد العبسي:

وحليل غانية تركت مجدلًا ... تمكو فريصته كشدق الأعلم

وجدلًا في الحديث منصوب لأنه المفعول الثاني لأعطيت، أي أعطاني الله قدرة على الجدل فحذف الفاعل في أعطيت به، وقوله: (ولكني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرف استدراك، وقوله: (لقد علمت) اللام في جواب القسم وقد للتحقيق، وقوله: (لئن) اللام في جواب القسم المقدر، وإن شرطية، و (حدثتك) فعل الشرط، وجواب الشرط حذف للاكتفاء بجواب القسم، وعلقت علم عن العمل في اللفظ وهي عاملة في المعنى، وقوله: (حديث كذب) مصدر مبين للنوع وجملة (ترضى به عني) صفة لحديث، وقوله: (ليوشكن) جواب القسم المقدر

<<  <  ج: ص:  >  >>