للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها عموريّة، وكان ملكها يركب فى مائة ألف فارس وكان حولها ألف عمود ومائتى عمود على كلّ عمود راهب لا ينزل منه إلاّ بالموت، وكانت (١٠٦) مركز قيصر، ومنها كان يستعدّ للغارات على بلاد المسلمين الشام والجزيرة وغيرها، ففتحها المعتصم ابن الرشيد لما نذكر من ذلك.

ومنها القسطنطينيّة، وهى المدينة العظمى بناها قسطنطين الملك وهو أوّل من أظهر دين النصرانيّة، قالوا: ولها سبعة أسوار وسمك سورها الكبير أحد وعشرون ذراعا وفيها مائة باب وسمك فصيلها الصغير عشرة أذرع وهى على خليج يصبّ فى البحر الرومى وهى متّصلة ببلاد رومية والأندلس لما نذكر فى باب البحار وذكرها إن شاء الله تعالى.

قلت: (١) وقد جاء فى ذكرها حديث. قال مسلم بإسناده إلى أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من ولد إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلاّ الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها، ثم يقولون: لا إله إلاّ الله والله أكبر فيسقط الجانب الآخر، فيقولون الثالثة كذلك فينفرج لهم فيدخلونها فيغنمون ما فيها، فبينا هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ أنّ الدجّال قد خرج فيتركون كلّ شئ ويرجعون، وهو حديث طويل وفيه أمارات الساعة، وانفرد بإخراجه مسلم، وقال ثور بن يزيد: هى القسطنطينيّة.

وقال أحمد بن حنبل رحمه الله (٢) حدّثنا يحيى بن إسحاق حدّثنا أيّوب حدّثنى أبو قبيل قال: كنّا عند عمرو بن العاص وسئل: أى المدينتين تفتح أوّلا


(١) المعجم المفهرس ٢/ ٤٧٧؛ صحيح مسلم ٨/ ١٨٧، الفتن
(٢) المعجم المفهرس ٥/ ٤٤؛ مسند أحمد بن حنبل ٢/ ١٧٦||أيوب: يحيى بن أيوب مسند ابن حنبل