القسطنطينيّة أو رومية؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدينة هرقل يعنى القسطنطينيّة.
ومنها مدينة رومية الكبرى، ذكر ابن خرداذبه فى كتاب المسالك والممالك (١) أنّ طولها من الباب الغربى إلى الباب الشرقى ثمانية وعشرون ميلا، ولها سوران من حجارة بينهما مقدار ستّين ذراعا فضاء وسمك السور الأوّل اثنان وسبعون ذراعا وسمك الثانى اثنان وأربعون ذراعا وبين السورين نهر مغطا ببلاط من نحاس طول كلّ بلاطة سبعة وأربعون ذراعا.
قال: والنهر الذى يدخل فيها من البحر تدخل فيه (١٠٧) المراكب بقلوعها فتقف على حوانيت التجار تبيع وتشترى، وفى داخلها كنيسة بنيت على اسم بطرس وبولس الحواريّين وهما فيها فى جرن من الرخام مدفونين.
قال: وطول هذه الكنيسة ثلاثة آلاف ذراع وعرضها ثلاثمائة ذراع وقيل ألف ذراع وهى مبنيّة على قناطر من صفر ونحاس وكذا سائر أركانها وسقوفها وحيطانها وهى من عجائب الدنيا، قالوا: وفيها كنيسة مثل بيت المقدّس على عرضه وطوله مرصّعة باليواقيت والجواهر والزمرّد وطول مذبحها عشرون ذراعا من الزمرّد الأخضر وعرضه ستّة أذرع يحملها اثنا عشر تمثالا من الذهب الإبريز طول كلّ تمثال ذراعا ونصف ولكلّ تمثال عينان من الياقوت الأحمر تضئ الكنيسة منها ولها ثمانية وعشرون بابا وطول هذه الكنيسة ميل وأبوابها من الذهب الأحمر.
قال: ولمدينة رومية ألف باب من النحاس الأصفر سوى العود والصنوبر والخشب المنقوش بالأبنوش وغيره الذى لا يدرى قيمته، قالوا: وبها ألف ومائتى