للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

علمت هذا من قولك لما أتيتك به، فاطلب لنفسك من يقتلك فإنّا غير قاتلى هذا الغلام.

فأصبحت مفزّعا ممّا عمل بى، وأصبح أثر الشقّ ما بين صدرى إلى عانتى كأنّه الشراك.

ذلك حقيقة قولى وبدء شأنى يا أخا بنى عامر. فقال العامرى: أشهد بالله الذى لا إله غيره أنّ أمرك حقّ. ثم سأل العامرىّ النبىّ صلّى الله عليه وسلم عن مسائل عدّة غيرها.

ونحو ذلك ماروى بإسناده أنّ سادة قريش اجتمعوا فى دار الندوة يتشاورون وحضرهم قيل من أقيال اليمن، والقيل ملك دون الملك الأعلى من حمير، وكان ذلك القيل نافر إليهم ابن عمّه، أى حاكمه فى الرياسة، فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم دار الندوة-وهو غلام-يدعو عمّه أبا طالب، فأشار إليه، فأتاه فناجاه، ثم خرجا معا. فقال ذلك القيل: يا معشر قريش، من هذا الغلام الذى يمشى تلعا (١) ولا يلتفت، وينظر مرة بعينى لبؤة مجرّبة، ومرة بعينى عذراء خفرة؟ قالوا: يتيم أبى طالب وابن أخيه، ثم قالوا له، أو من قال منهم: إنّ وصفك له لينبئنّ عن عظمة فى صدرك. فقال: أما ونسر، يعنى صنما كانت حمير تعبده، لئن بلغ هذا الغلام أشدّه ليميتنّ قريشا ثم ليحييها، ولقد نظر إليكم نظرة لو كانت سهما لا نتظم أفئدتكم فؤادا فؤادا. ثم نظر إليكم أخرى لو كانت نسيما لأنشرت الموتى، فقالوا له، أو من قال منهم: يا قيل حسبك، فإنّ الأمر غير ما تظنّ، فقال: سترون.