للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صدرى إلى منتهى عانتى، وأنا أنظر إليه لم أجد لذلك مسّا، ثم أخرج أحشاء بطنى ثم غسلها بذلك الثلج وأنعم غسلها ثم أعادها مكانها.

ثم قام الثانى منهم، فقال لصاحبه: تنحّ، فنحّاه عنّى ثم أدخل يده فى جوفى فأخرج قلبى وأنا أنظر إليه، فصدعه، ثم أخرج منه مضغة سوداء ثم رمى بها ثم مال بيده يمنة منه كأنّه يتناول شيئا، فإذا بخاتم من نور يحار الناظر دونه فختم به قلبى فامتلأ نورا، وذلك نور النبوّة والحكمة، ثم أعاده مكانه، فوجدت برد ذلك الخاتم فى قلبى دهرا.

ثم قال الثالث: تنحّ، فنحّاه عنّى ثمّ أمرّ بيده ما بين مفرق صدرى إلى منتهى عانتى فالتأم ذلك الشقّ بإذن الله تعالى، ثم أخذ بيدى فأنهضنى من مكانى إنهاضا خفيفا، ثم قال للأوّل الذى شقّ بطنى: زنه بعشرين من أمّته! فوزننى فرجحت، ثم قال: زنه بمائة من أمّته! فوزننى فرجحتهم، فقال: دعه! فلو وزنتموه بأمّته كلّهم لرجحهم.

قال: ثم ضمّونى إلى صدورهم، وقبّلوا رأسى وما بين عينىّ، يعنى (١٧) الملائكة، وقالوا: لا ترع، فإنّك لو تدرى ما يراد بك من الخير لقرّت عينك، قال: فبينا نحن كذلك إذ أقبل الحىّ بحذافيرهم، وظئرى أمام الحىّ تهنف بأعلى صوتها، وتقول: يا ضعيفاه!

قال: فانكبّوا علىّ وضمّونى إلى صدورهم وقبّلوا رأسى وبين عينىّ، يعنى الملائكة، وقالوا: حبّذا أنت من ضعيف، ثم قالت ظئرى: يا وحيداه! قال: فانكبّوا علىّ وضمّونى إلى صدورهم وقبّلوا رأسى وما بين عينىّ، يعنى الملائكة، وقالوا: حبّذا أنت من وحيد، وما أنت بوحيد، إنّ الله معك