للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١١٣٦٠ - حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري، وأحمد بن يحيى (١) السابري (٢) قالا: حدثنا عمر بن يونس (٣) اليمامي، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، حدثني أنس بن مالك قال: كانت عند أم سلمة يتيمة، وهي أم أنس بن مالك، فرأى رسول الله اليتيمة، فقال لليتيمة: "لقد كبرت لا كبر سنك" فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي، فقالت أم سليم: ما لك يا بنية (٤)؟ قالت الجارية: دعى عليَّ رسول الله أن لا يكبر قرني، أو لا يكبر سني، فلا يكبر سني أبدًا، قال: فخرجت أم سليم مستعجلة، تلوث خمارها، حتى لقيت رسول الله ، فقال لها رسول الله : "ما لك يا أم سليم"؟ فقالت: يا نبي الله! دعوت على يتيمتي، قال: "وما ذاك يا أم سليم"؟ قالت: يا رسول الله! زعمت اليتيمة وهي تبكي أنك دعوت

⦗٤٧⦘ عليها أن لا يكبر قرنها أو سنها، فلا يكبر قرنها أبدًا، قال: فضحك رسول الله ، ثم قال: "يا أم سليم أما علمت شرطي علي رب ﷿؟ إني اشترطت على رب ﷿ فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، وأيما عبد من أمتي، أو أيما مسلم دعوت عليه بدعوة (٥) ليس لها بأهل أن تجعلها له طهرًا وزكاة وقربة تقربه بها منك يوم القيامة".

وقال إبراهيم: "تجعلها له كفارة، وطهورًا، وقربة تقربه بها يوم القيامة" (٦).

روى أحمد عن علي بن الحسين (٧) الدرهمي، عن أمية بن خالد (٨)، عن شعبة، عن أبي حمزة القصاب (٩)، عن ابن عباس، قال: جاء رسول الله وأنا ألعب مع الصبيان، فتواريت بباب، فجاء فحطأني (١٠)

⦗٤٨⦘ حطأة ثم قال: "اذهب فادع لي معاوية" وكان يكتب له، فذهبت، ثم جئت، فقلت: هو يأكل، فردني، فقلت: هو يأكل، ثم ردني، فجئت (١١) فقلت: بل هو يأكل، فقال: "لا أشبع الله بطنه" (١٢).

رواه مسلم عن ابن المثنى، وبندار (١٣)، عن أمية، عن شعبة بمثله (١٤).

قال ابن المثنى: فقلت لأمية: ما حطأني؟ قال: قفدني قفدة (١٥).


(١) أحمد بن يحيى أبو عبد الله الجرجاني، بيّاع السابري.
(٢) بفتح السين المهملة، بعدها ألف، ثم الباء الموحدة، وفي آخرها الراء: وهذه النسبة إلى نوع من الثياب، يقال لها السابري. الأنساب (٧/ ٣).
(٣) موضع الالتقاء هو: عمر بن يونس.
(٤) هكذا في الأصل وصحيح مسلم وجاء في (ك): "يا يتيمة".
(٥) في (ك) "دعوة".
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب من لعنه النبي أو سبه، أو دعا عليه، وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا، ورحمة-٤/ ٢٠٠٩ - رقم ٩٥).
(٧) ابن مطر الدرهمي البصري.
قال أبو حاتم، والنسائي، وابن حجر "صدوق".
انظر: الجرح (٦/ ١٧٩)، تهذيب الكمال (٢٠/ ٤٠٤)، التقريب (ص ٤٠٠).
(٨) ابن الأسود القيسي، أبو عبد الله البصري، وهو موضع الالتقاء.
(٩) بياع القصب، واسمه: عمران بن أبي عطاء. الأنساب (١٠/ ٤٣٢) التقريب (ص ٦٣٤).
(١٠) بفتح الحاء وإسكان الطاء المهملتين، وبعدهما همزة، وقد فسره الراوي بقوله: "قفدني" =
⦗٤٨⦘ = بقاف، ثم فاء ثم دال مهملة: ومعنى الحطأ: الضرب بالكف بين الكتفين.
شرح صحيح مسلم (١٦/ ٢٣٤)، النهاية (١/ ٤٠٤)، لسان العرب (١/ ٥٧).
(١١) (ك ٥/ ٢٢٦ / أ).
(١٢) هذا الحديث أورده المصنف هنا بصيغة التعليق، وقد وصله مسلم كما سيأتي بيانه.
قال النووي : "وأما دعاؤه على معاوية أن لا يشبع حين تأخر، ففيه جوابان: أحدهما: أنه جرى على اللسان بلا قصد. الثاني: أنه عقوبة له لتأخره".
وقال القرطبي: هو دعاء حقيقة، فلعله لتراخيه في الإجابة (أجابته على الفور) ويحتمل أنه معذور في تراخيه لجوع كان به، أو خوف فساد الطعام، وقد فهم مسلم من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه، فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله غيره من مناقب معاوية، لأنه في الحقيقة يصير دعاءً
له. انظر: شرح صحيح مسلم (١٦/ ٢٣٤)، تكملة الإكمال (٨/ ٥٦٨).
(١٣) في (ك): "ابن بشار".
(١٤) أخرجه مسلم في صحيحه (كتاب البر والصلة -باب من لعنه النبي أو سبه، أو دعا عليه، وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا، ورحمة-٤/ ٢٠١٠ - رقم ٩٦).
(١٥) القفد: صفع الرأس، وقيل: صفع القفا ببسط الكف، وهذا التفسير قريب من تفسير الحطأة الذي تقدم، كما قال القاضي عياض، وقال النووي : "وإنما فعل =
⦗٤٩⦘ = هذا بابن عباس ملاطفة، وتأنيسا".
انظر: المشارق (١/ ١٩٢)، شرح صحيح مسلم (١٦/ ٢٣٤)، النهاية (٤/ ٨٩) لسان العرب (٣/ ٣٦٤).