للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولقد شهدتُ الحىَّ بعد رُقادِهمْ ... تُفْلَى جمَاِجمُهمْ بكلّ مقلَّلِ

بعد رُقادهم، قال: كأنّهم بُيِّتوا. وتُفْلَى: تُعْلَى. بكلّ مقلَّل بكلّ سيف جُعلتْ له قُلّة، وهي القَبِية (١) , وكذا الرواية مقَلَّل. ويُروَى "بكلّ مؤلَّل" وهو المحدَّدَ المرقَّق. ويُروَى بكلّ منخَّل (٢) أي متنخَّل (٢)، هذا عن ابن دُرَيد.

حتّى رأيتُهمُ كأنّ سحابةً ... صابتْ عليهنم وَدْقُها لَم يُشْمَلِ

صابت تَصُوب تَنحدِر كما ينحدر المطر. وقوله: لَم يُشمَل أي لم تُصِبْه الرِّيح الشَّمال، وذاك أن الشَّمال إذا أصابته انقَشَع.

نَضَعُ السّيوفَ على طَوائفَ منهم ... فنقيمُ منهمْ مَيْلَ ما لَم يُعْدَلِ

الطوائف: النواحى، الأيدى والأرجل والرءوس. وقوله: ميلَ ما لمَ يُعدَل قال: مَيْلُه فضْلُه وزيادتُه. وإنما يريد أنّ هؤلاء القومَ كانوا غَزوْهم فقتلوهم فكان ذلك المَيلُ مَيْلا على هؤلاء القوم المقتولين ثم غَزَوْهم بعدُ فقتلوهم، فكان قتلهم لهم قياما للمَيْل، وهو مِثْلُ قولِ ابنِ الزِّبَعْرَى:

* وأَقَمْنَا مَيْلَ بَدْرٍ فاعتَدَلْ *

يقولها في يومِ أحُد. يقول: اِعتدَلَ يومُ بَدْر إذ قَتلنا مثلَهم يوم أُحُد. ويُروَى:

تقعُ السيوفُ على طوائفَ منهمُ ... فيُقام منهم مَيْلُ ما لم يُعْدَلِ


(١) قبيعة السيف ما كان على رأس قائمه، وهى التي يدخل القائم فيها، وربما اتخذت من فضة. وفى الأصل: "مفلل" في البيت و"فلة" بالفاء في الشارح؛ وهو تصحيف إذ لم نجد الفلة بهذا المعنى فيما بين أيدينا من كتب اللغة.
(٢) ورد هاتان الكلمتان اللتان تحت هذا الرقم بالحاء المهملة فى الأصل؛ ولم نجد فيما راجعناه من كتب اللغة نحله ولا تنحله بتشديد الحاء, المهملة، من النحول؛ والصواب ما أثبتنا. "والمنخل والمتنخل" بالخاء المعجمة مشدّدة أي المنتقى المتخير المصفى.

<<  <  ج: ص:  >  >>