للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متكوِّرين على المَعارِى بينهمْ ... ضَرْبٌ كتَعْطاط المَزاد الأَنْجَلِ

متكوِّرِين، أي بعضُهم على بعضَ، على المَعارِي، وهي السَّوْءات (١). يقول: سقطوا عليها حين ضُرِبوا. والأَنْجَل: الواسع، مِثل طَعْنة نَجْلاء أي واسعة.

نَغْدو فنَتْرك في المَزاحِف من ثَوَى ... ونُمِرُّ في العَرَقاتِ من لم يُقْتَلِ

ابن دُرَيد "من لم نَقْتُل". نُمِرّ، يقول: نُوثِق. والعَرَقة: حبلٌ مضفور مِثلُ ضَفْر النِّسْعة. ويقال: السَّفيف (٢) (الزَّنْبيل)، للواحد منه عَرَقة.

ولقد رَبَأتُ إذا الرجاُل تَواكَلوا ... حَمَّ الظَّهيرة في اليَفاعِ الأَطْوَلِ

ربَأْتُ، يقول: كنتُ ربيئةً لهم. وحَمُّ الظَّهيرة: مُعْظَمُها.

في رأسِ مُشرِفةِ القَذالِ كأنّما ... أَطْرُ السَّحاب (٣) بها بَياضُ الِمْجدَلِ

قال: إنما هذا مَثَل. يقول: لها عُنُق مُشْرِف، وإنّما يَعنِي هَضْبة والمِجْدَل: القَصْر، والمَجادِل للجَمْع.

وعَلَوْتُ مُرْتَبِئا على مَرْهوبةٍ ... حَصّاءَ ليس رقيبُها في مَثْمِلِ


(١) ورد فى اللسان (مادة عرى) في تفسير المعارى أنها مبادى العظام حيث ترى من اللحم؛ وقيل هي الوجه واليدان والرجلان؛ وأنشد هذا البيت. وتعطاط: من العط، وهو الشق.
(٢) ويقال: السفيف، أي ويقال في معنى العرق إنه السفيف أي الزنبيل، كما ورد في كتب اللغة في بعض الأقوال؛ ففى كلام الشارح حذف إذ لم يذكر العرق بدون هاء.
(٣) أطر السحاب، أي مأطوره، فهو مصدر بمعنى المفعول. والأطر: الاعوجاج، يريد ما تعطف من السحاب على هذه الهضبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>