للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها منهم داع ولا مجيب، فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة في منزلة غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فعرفني حين رآني وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما تكلمنا بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، وهوى حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فقمت إليها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة وهو نزول، قالت: فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي بن سلول، قال عروة: أخبرت أنه كان يشاع ويتحدث به عنده فيقره ويستمعه ويستوشيه، وقال عروة أيضًا: لم يسم من أهل الإفك إلا حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش في ناس آخرين لا علم لي بهم غير أنهم عصبة، كما قال الله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} (١) عبد الله بن أبي بن سلول، قال عروة: وكانت عائشة تكره أن يسب عندها حسان، وتقول:

أنه الذي قال:

فإن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

قالت عائشة: فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمت شهرًا والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك، وهو يريبني في وجعي أني لا أعرف من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اللطف الذي كنت أرى منه حين اشتكي [وجعًا]، انما يدخل عليَّ رسول الله فيسلم ثم يقول: ((كيف تيكم؟)) ثم ينصرف، فذلك الذي يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت حين نقهت، فخرجت مع أم مسطح


(١) سورة النور، الآية: ١١.