قال: حدثني أبو ربيعة الحراني، عن عبد الحميد بن أبي أنس، عن صفوان بن سليم، عن أنس بن مالك، فذكره.
٢٧٧٧ - عن أنس، قال: غلام منا من الأنصار يوم حنين لم نغلب اليوم عن قلة، فما هو إلا أن لقينا عدونا فانهزم القوم وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلة له، وأبو سفيان بن الحارث أخذ بلجامها، والعباس عمه أخذ بغرزها، وكنا في واد دهس، فارتفع النقع، فما منا أحد يبصر كفه، إذا شخص قد أقبل فقال:"إليك من أنت"، قال: أنا أبو بكر فداك أبي وأمي وبه بضعة عشر ضربة، ثم إذا شخص قد أقبل، فقال:"إليك من أنت؟ " فقال: أنا عمر بن الخطاب فداك أبي وأمي، وبه بضعة عشر ضرية، وإذا شخص أقبل وبه بضعة عشر ضربة، فقال:"إليك من أنت؟ " فقال: عثمان بن عفان فداك أبي وأمي ثم إذا شخص قد أقبل، وبه بضعة عشر ضربة، فقال:"إليك من أنت"، فقال علي بن أبي طالب فداك أبي وأمي، ثم أقبل الناس، فقال: النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا رجل صيت ينطلق فينادي في القوم، فانطلق رجل فصاح، فما هو إلا أن وقع صوته في أسماءهم، فأقبلوا راجعين فحمل النبي - صلى الله عليه وسلم - وحمل المسلمون معه، فانهزم المشركون وانحاز دريم بن الصمة على جبيل أو قال: على أكمة في زهاء ستمائة فقال: له بعض أصحابه: أرى والله كتيبة قد أقبلت، فقال: حلوهم لي فقالوا: سيماهم كذا، حليتهم كذا، قال: لا بأس عليكم، قضاعة منطلقة في آثار القوم، قالوا: نرى والله كتيبة خشناء قد أقبلت، قال: حلوهم