للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بكر رحمة اللَّه عليه إلى بيت عائشة رضي اللَّه عنها، فقال: يا عائشة! إذا رأيت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم طيب نفس وإقبالا عليك، فاذكري له أني ذكرت فاطمة، فلعل اللَّه أن ييسرها لي، قال: فجاء رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فرأت منه الطيب نفس، وإقبالا. فقالت: يا رسول اللَّه! إن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرني أن أذكرها، فقال: "حتى ينزل القضاء" قال: فرجع إليها أبو بكر، فقالت: يا أبتاه! وددت أني لم أذكر له ما ذكرت، فلقي أبو بكر عمر، فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة، فانطلق عمر إلى حفصة فقال: يا حفصة! إذا رأيت من رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم إقبالا، يعني عليك، فاذكريني له، وأذكري فاطمة، لعل اللَّه أن ييسرها لي، قال: فلقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم حفصة فرأت طيب نفس، ورأت منه إقبالا، فذكرت له فاطمة رضي اللَّه عنها، فقال: "حتى ينزل القضاء" فلقي عمر حفصة، فقالت: يا أبتاه! وددت أني لم أكن ذكرت له شيئا، فانطلق عمر إلى علي بن أبي طالب، فقال: ما يمنعك من فاطمة؟ قال: أخشى أن لا يزوجني، قال: فإن لم يزوجك، فمن يزوج؟ وأنت أقرب خلق اللَّه عليه. فانطلق علي إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ولم يكن له مثل عائشة ولا مثل حفصة، قال: فلقي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: إني أريد أن أتزوج فاطمة، قال: "فأفعل" قال ما عندي إلا درعي الحُطميَّة، قال: "فاجمع ما قدرت عليه وأنني به، قال: فأتاه بثنتي عشرة أوقية، أربع مائة وثمانين فأتى بها رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، فزوجه فاطمة، فقبض ثلاث قبضات، فدفعا إلى أم أيمن فقال: "اجعلي منها قبضة في الطيب - أحسبه قال: والباقي ما يصلح المرأة من المتاع" فلما فرغت من الجهاز، وأدخلنهم بيتا قال: "يا علي! لا تحدثن إلى أهلك شيئا حتى آتيك". فأتاهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فإذا فاطمة متقنعة، وعلي قاعد، وأم أيمن في البيت، فقال: "يا أم أيمن إيتي بقدح من الماء" فأتته بقعب فيه ماء، فشرب منه، ثم مج فيه، ثم ناوله فاطمة فشربت، وأخذ منه فضرب جبينها