للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليك شر بعد شرٍ. وقد يخاطب بذلك من أشرف على الهلاك فيحث به على التحرز منه. وقيل: يخاطب به من نجا من الشر ذليلاً فينهى أن يقع في ذلك الأمر ثانيًا. وأكثر ما يجيء مكررًا كقولها: [من المتقارب]

١١٤ - فأولى منفسي أولى لها

وكأنه حث على ما يؤول إليه ليتنبه على التحرز منه. وفي الكلمة أعاريب ذكرتها في غير هذا. وكذلك ذكرت اختلاف الناس في أصل "أول" وتصريفه واشتقاقه. وتأنيثه "أولى". ويجمع على أول ويجمع هو على أوائل وأولين. والأول: الرجوع إلى الأصل. والتأويل تفعيل منه، وذلك رد الشيء إلى الغاية المرادة فيه، ويكون ذلك في العلم كقوله تعالى:} وما يعلم تأويله إلا الله {[آل عمران: ٧]، وفي الفعل كقول الشاعر: [من البسيط].

١١٥ - وللنوى قبل يوم البين تأويل

وقوله:} يوم يأتي تأويله {[الأعراف: ٥٣] أي بيانه إلى الغاية المرادة منه. وقال الزجاج في قوله:} هل ينظرون إلا تأويله {[الأعراف: ٥٣] أي ما يؤول إليه أمرهم من البعث. قال: وهذا التأويل هو قوله تعالى:} وما يعلم تأويله إلا الله {، أي لا يعلم متى يكون أمر البعث وما يؤول إليه الأمر عند قيام الساعة إلا الله. والراسخون في العلم يقولون: آمنا بالبعث.

وقوله:} وأحسن تأويلاً {[النساء: ٥٩] أي أحسن عاقبًة. وقيل: أي أحسن معنًى ورحمًة. وقيل: أحسن ثوابًا في الآخرة.

والموئل: المرجع، وهو موضع الرجوع. والأول: السياسة التي تراعى مآلها الناس.

"وإيل علينا" والمآل: مفعل منه كالمقام. وفي الحديث: "من صام الدهر فلا صام

<<  <  ج: ص:  >  >>