قال البزار: لا نعلم رواه عن هشام إلا حسين، [كذا, ولعله خطأ مطبعي لأن الراوي عن هشام هو زائدة]. أما الطبراني فقال: لم يروه عن هشام إلا زائدة تفرد به الجعفي وقال الهيثمي (١٠/ ٤١٧): "ورجال هذه الرواية -أي رواية البزار- رجال الصحيح غير محمد بن ثواب، ثقة". أما أبو حاتم وأبو زرعة فقد أعلا الحديث، قال ابن أبي حاتم (٢/ ٢١٣): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه حسين الجعفي عن زائدة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول اللَّه! كيف نفضي إلى نسائنا -في المطبوع: شبابنا- فقالا: هذا خطأ، إنما هو هشام بن حسان عن زيد العمي عن ابن عباس. قلت لأبي: الوهم ممن هو؟ قال: من حسين". أقول: لا أدري ما وجه تخطئة حسين، فقد قال ابن عيينة: عجبت لمن مر بالكوفة فلم يُقبّل بين عيني حسين الجعفي وقال العجلي: كان صحيح الكتاب، وكان زائدة يختلف إليه في منزله يحدثه فكان أروى الناس عنه، وكان الثوري إذا رآه عانقه، وقال: هذا راهب جعفي. وقال أبو موسى هارون بن عبد اللَّه البغدادي (شيخ ابن أبي الدنيا): فقلت للحسين: إن أبا أسامة حدثنا عن هشام عن زيد بن أبي الحواري عن ابن عباس، قال (أي: حسين) هكذا حدثنا زائدة، ولم يرجع. قلت: وهذا يدلل على ضبطه وتأكده، واللَّه أعلم. والحديث ذكره شيخنا الألباني في "الصحيحة" (٣٦٧)، وقال بعد أن نقل كلام المقدسي: "ورجاله عندي على شرط الصحيح"، وأقره ابن كثير في "التفسير" (٤/ ٢٩٢). والمصنف هنا وفي "حادي الأرواح" (ص ٣٣٣، ٣٤٢ - ط دار ابن كثير). قال: وهو كما قال فالسند صحيح ولا نعلم له علة. (١) رواه ابن حبان (٧٤٠٢ و ٧٤٠٣)، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (٣٩٣)، والضياء المقدسي في "صفة الجنة" (ق ٨٣/ ب) من طريق ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دَرَّاج عن ابن حُجَيْرة عن أبي هريرة به. قال الضياء: "ابن حجيرة اسمه عبد الرحمن، ودراج اسمه عبد الرحمن بن سمعان المصيصي: وثقه يحيى بن معين، وأخرج عنه أبو حاتم بن حبان في "صحيحه"، وكان بعض الأئمة ينكر بعض حديثه"، واللَّه أعلم. =