أقول: هذا اختلاف على العلاء، فرواه ابن أبي الوضاح عنه عن حنان، كما في الإسناد الأول، ورواه زياد عنه عن الفرزدق كما هو هنا. والفرزدق هذا ترجمه الحسيني وقال: مجهول، أما الحافظ ابن حجر فتعقبه في "تعجيل المنفعة" وبين أن زياد بن عبد اللَّه أخطأ فيه، وإنما هو حنان بن خارجة المتقدم في الإسناد الأول، وضرب على هذا الأمثلة وبين ذلك بيانًا لا مزيد بعده. وقارنه بـ"النكت الظراف" (٦/ ٢٨٧) له. فالإسناد إذن واحد ومداره على حنان والعلاء وقد عرفت حالهما! ولذلك قول الهيثمي: "وأحد إسنادي أحمد حَسَنٌ" ليس بجيد. والحديث ذكره شيخنا الألباني -رحمه اللَّه- في "الضعيفة" (٢٣٨٣) بالإسناد الأول فقط، ثم أحال على "ضعيف أبي داود" (٤٣٤). ثم وجدت للحديث شاهدًا من حديث جابر؛ رواه أبو يعلى (٢٠٤٦)، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (رقم ١٧٠)، والطبراني في "الصغير" (١٢٠)، والبزار (٣٥٢٠) من طريق إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن الشعبي عنه. قال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٤١٥): وإسناد أبي يعلى والطبراني رجاله رجال الصحيح، غير مجالد بن سعيد وقد وثق. أقول الحديث ذكره الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" (٤٦٨٢) ثم نقل قول البوصيري: "في سنده مجالد بن سعيد وهو ضعيف"، وهو الذي يليق بحال مجالد. وخولف إسماعيل، فرواه نعيم بن حماد في "زوائد الزهد" (٢٦٤) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (رقم ١٥٣) من طريق ابن المبارك عن مجالد عن الشعبي مرسلًا، ولعله أصوب. (١) رواه هناد في "الزهد" (٨٨) -ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة" (٣٧٤) - وأبو يعلى (٢٤٣٦) والحربي في "غريب الحديث" (١/ ٢٦٦) وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (رقم ٢٦٩) وأبو الشيخ -كما في "حادي الأرواح" (ص ٣٣٣) - والبيهقي في "البعث والنشور" (رقم ٣٦٥)، من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة: حدثنا هشام بن حسان عن زيد بن أبي الحواري عن ابن عباس به بلفظ: "أنفضي إلى نسائنا". قال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٤١٦): وفيه زيد -تحرفت فيه إلى يزيد- بن أبي الحواري، وقد وثق على ضعف. أقول: زيد هو العمي جماهير أئمة الجرح والتعديل على تضعيفه وفصل المصنف الكلام عليه في "الحادي" (٣٣٣) لكن له شاهد من حديث أبي هريرة. =