للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: جئت أهب. هكذا في رواية الثوري (١)، وقد جاءت ألفاظ غير هذا، ولابد من تقدير مضاف؛ أي: أمر نفسي. لأن رقبة الحر لا تملك، والمراد: أتزوجك من غير عوض.

وقوله: فنظر إليها. فيه دلالة على جواز نظر المرأة لمن أراد أن يتزوج.

وقوله: فصعَّد النظر إليها -بتشديد العين- أي رفع. وصوَّب -بتشديد الواو- أي خفض، والتضعيف إما للمبالغة في التأمل وإما لتكرير النظر، وبالثاني جزم القرطبي في "المفهم"، قال (٢): أي نظر أعلاها وأسفلها مرارًا. ووقع في رواية (٣): فخفَّض فيها البصر ورفَّعه. وهما بالتشديد أيضًا. وطأطأ رأسه: أي لم يرفعه بعد ذلك.

وقوله: لم يقض فيها شيئًا. جاء في رواية الكُشْمِيهَني والمستملي (٤) أنها قامت ثلاث مرات تعرض نفسها عليه. وفي رواية الطبراني (٥): فصمت، ثم عرضت نفسها عليه فصمت، فلقد رأيتها قائمة مَلِيًّا تعرض نفسها عليه وهو صامت. وفي رواية مالك (٦): فقامت طويلًا. وهو منصوب صفة لمصدر محذوف أو زمان محذوف. وفي رواية (٧): فقامت حتى رثينا لها من طول القيام، ويجمع بينها وبين رواية الكُشميهني أنها قامت ثلاث مرات، باستمرار قيامها مدة الثلاث العرضات، فسمى كل عرضة قيامًا مستقلًّا،


(١) الفتح ٩/ ٢٠٦، وينظر مصنف عبد الرزاق ٧/ ٧٧ ح ١٢٢٧٤.
(٢) الفتح ٩/ ٢٠٦.
(٣) الطبراني ٦/ ٢٣١ ح ٥٩٥١، والدارقطني ٣/ ٢٤٧، والبيهقي ٧/ ١٤٧.
(٤) الفتح ٩/ ٢٠٦.
(٥) الطبراني ٦/ ٢٣٤ ح ٥٩٦١.
(٦) الموطأ ٢/ ٥٢٦ بلفظ: "فقامت قياما طويلا".
(٧) الطبراني ٦/ ٢٢٧ ح ٥٩٣٨.