للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ابن زيد بن ثابت عن أبيه قال: "ليس يوم عاشوراء باليوم الذي تقوله الناس، وإنما كان يومًا تُستر فيه الكعبة، وكان يدور في السنة، وكانوا يأتون فلانًا (أ) اليهودي فيحسب لهم".

وهذه عادة اليهود يعتمدون في صيامهم وأعيادهم حساب النجوم، فالسنة عندهم شمسية لا هلالية، فمن ثَمَّ احتاجوا إلى منْ يعرف الحساب ليعتمدوا عليه في ذلك، وهذا من ضلال أهل الكتاب وهداية المسلمين إلى غير اليوم الذي استحق التعظيم، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب" (١).

وقد استشكل تعظيم النصارى له، فإن الوارد في الرواية تعليله بنجاة موسى وإغراق فِرْعوْن، وهذا يختص باليهود، وهو مندفع بأنَّ النصارى غير جاحدين لفضيلة موسى - عليه السلام -، وقد ورد من حديث أبي موسى في البخاري كانت تعده اليهود عيدًا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فصوموه أنتم" (٢)، وفي رواية مسلم: "كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود وتتخذه عيدًا" (٣)، وفي رواية له: "كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء ويتخذونه (ب) عيدًا ويلبسون نساءهم فيه حليتهم (٤) وشارتهم" بالشين المعجمة أي هيئتهم الحَسَنَة، ولا منافاة بين اتخاذه عيدًا وصيامه.

واعلم أنه قد ورد ما دل على أنه كان واجبًا في صَدْر الإسلام ثم نسخ


(أ) هـ: فلان.
(ب) هـ: (ويتخذونه).