للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان بن عفان وهو محصور في بيته ومعه السيف متقلدًا به يجاحف عن عثمان، فخشي عثمان عليه، فأقسم عليه ليرجعن إلى منزلهم تطييبًا لقلب علي، وخوفًا عليهم - رضي الله عنهم -.

وكان علي يكرم ابنه الحسن إكرامًا زائدًا، ويعظمه ويجله، وقد قال له يومًا: يا بني، ألا تخطب حتى أسمعك، فقال: إني أستحي أن أخطب وأنا أراك، فذهب علي فجلس حيث لا يراه الحسن، ثم قام الحسن في الناس خطيبًا، وعلي يسمع، فأدى خطبة بليغة فصيحة، فلما انصرف جعل علي يقول: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: ٣٤].

وقد كان ابن عباس - رضي الله عنهما - يأخذ الركاب للحسن والحسين إذا ركبا، ويرى هذا من نعم الله عليه، وكانا إذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطمونهما مما يزدحمون عليهما للسلام عليهما - رضي الله عنهما - وأرضاهما.

وكان ابن الزبير يقول: «والله ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي».

ومن أقواله - رضي الله عنه - أنه قال لبنيه وبني أخيه: «تعلموا فإنكم صغار قوم اليوم، وتكونون كبارهم غدًا، فمن لم يحفظ منكم فليكتب» (١).


(١). سير أعلام النبلاء (١١/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>