للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يُهرق في خلافته محجمة من دم. قال ابن كثير - رحمه الله -: «الحسن ابن علي أحد الخلفاء الراشدين، والدليل على ذلك الحديث الذي أوردناه في دلائل النبوة من طرق عن سفينة - رضي الله عنه - مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا» (١).

وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي - رضي الله عنهما -، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من أكبر دلائل النبوة.

وقد مدحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صنيعة هذا، وهو تركه الدنيا الفانية، ورغبته في الآخرة الباقية، وحقنه دماء هذه الأمة، فنزل عن الخلافة وجعل الملك بيد معاوية، حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد» (٢). أ. هـ

وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يجل الحسن ويعظمه، ويكرمه، ويحبه، ويتفداه، وكذلك عمر بن الخطاب، ولذلك لما تولى عمر الخلافة وعمل الديوان فرض للحسن والحسين من أهل بدر في خمسة آلاف، وكذلك كان عثمان بن عفان يكرم الحسن والحسين ويحبهما، وقد كان الحسن بن علي يوم الدار مع


(١). شرح السنة للبغوي (١٤/ ٧٥)، وقال محققاه الشيخ زهير الشاويش والشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(٢). البداية والنهاية (١١/ ١٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>