ولما قيل له أن الشيعة تزعم أن عليًّا مبعوث قبل يوم القيامة، قال: كذبوا والله! ما هؤلاء بالشيعة، لو علمنا أنه مبعوث ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله، ولما تنازل عن الخلافة لمعاوية ابن أبي سفيان، قال له أصحابه: يا عار المؤمنين، فقال: العار خير من النار، وقال له آخر: يا مذل المؤمنين، فقال: لا ولكن كرهت أن أقتلكم على الملك.
قال أبو عمر ابن عبد البر: «وروينا من وجوه أن الحسن لما احتضر قال للحسين: يا أخي! إن أباك لما قُبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استشرف لهذا الأمر، فصرفه الله عنه، فلما احتضر أبو بكر تشرف أيضًا لها، فصُرفت عنه إلى عمر، فلما احتضر عمر، جعلها شورى - أبي أحدهم - فلم يشك أنها لا تعدوه، فصُرفت عنه إلى عثمان، فلما قُتل عثمان بويع، ثم نوزع حتى جرد السيف، وطلبها فما صفا له شيء منها، وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا - أهل البيت - النبوة والخلافة، فلا أعرفن ما استخفك سفهاء أهل الكوفة فأخرجوك، وقد كنت طلبت إلى عائشة أن أُدفن في حجرتها، فقالت: نعم، وإني لا أدري لعل ذلك كان منها حياءً، فإذا ما مت، فاطلب ذلك إليها، وما أظن القوم إلا سيمنعونك، فإن فعلوا، فادفني في البقيع، فلما مات قالت عائشة: نعم وكرامة، فبلغ ذلك مروان، فقال: كذب وكذبت، والله لا يُدفن هناك أبدًا؛ منعوا عثمان من دفنه في المقبرة، ويريدون دفن حسن في بيت