للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغفلات وأهلها، تأسى بهم عموم الناس، فيشق على نفوس المتيقظين طاعاتهم، لقلة من يقتدون بهم فيها.

ولهذا المعنى قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لِلْعَامِلِ مِنْهُمْ

أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ» (١). وقال - صلى الله عليه وسلم -: «بَدَأَ الِإسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» (٢).

وفي رواية: قيل: ومن الغرباء؟ قال: «الَّذِينَ يُصْلِحُونَ عِنْدَ فَسَادِ النَّاسِ» (٣).

وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «العِبَادَةُ فِي الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ» (٤). وخرَّجه الإمام أحمد، ولفظه: «الْعِبَادَةُ فِي الْفِتْنَةِ كَالهِجْرَةِ إِلَيَّ» (٥).

وقد قيل أن من فوائد صيام شهر شعبان: أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان، لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد لصيام شعبان حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط، ولمَّا كان


(١). معجم الطبراني الكبير (١٧/ ١١٧) برقم ٢٨٩، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - في السلسلة الصحيحة برقم ٤٩٤.
(٢). أخرجه مسلم برقم ١٤٥.
(٣). معجم الطبراني الكبير (٦/ ١٦٤) برقم ٥٨٦٧، وفي سنده ضعف، ورواه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال عنهم: «أُناس صالحون في أُناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم» (١١/ ٢٣١)، برقم ٦٦٥٠ وقال محققوه: حديث حسن لغيره.
(٤). أخرجه مسلم برقم ٢٩٤٨.
(٥). (٣٣/ ٤٢٥) برقم ٢٠٣١١، وقال محققوه: حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>