منها: أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، ولا سيما الصيام؛ فإنه سر بين العبد وربه، ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياءٌ.
وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى السوق ومعه رغيفان، فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما، ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته.
وكانوا يحبون لمن صام أن يُظهر ما يُخفي به صيامه، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: إذا أصبحتم صيامًا، أصبحوا مدهنين، وقال قتادة: يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غُبرة الصيام، وقال أبو التياح: أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادَّهن ولبس أحسن ثيابه.
ومنها: أنه أشق على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم؛ كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم، فسهلت الطاعات، وإذا كثرت