أيضًا؛ أَي: (لا ذا عصمة إِلَّا المرحوم).
وأما الرَّابع. فتقديره؛ (لكن ماتوا الموتة الأولَى) فمعنَى (لا يذوقون فيها الموت): أَي (فِي الجنة)، فـ (الجنة): ظرف للموت المنفي، والموتة الأولَى إِنما كانت فِي الدّنيا فلم تدخل فِي الموت المنفي، فهو منقطع بهذا الاعتبار.
وقيل: إن (لا) بمعنَى (بعد).
وقيل: هو متصل، وأن الموت المنفي يعم جميع الأفراد، الأولَى وغيرها.
• والمراد بالمتصل: أَن يكونَ بعضًا ممَّا قبله:
• والمنقطع: ما ليس كذلك.
وهو أولَى من قول بعضهم: (جنس ما قبله)؛ لأنَّ المستثنى قَدْ يكون جنسًا ممَّا قبله وهو منقطعٌ؛ كـ (مررت ببنيك إِلّا ابنَ زيد) بنصب (ابنَ) قاله الشّيخ فِي "الكافية".
تنبيه:
متَى كَانَ المستثنَى منه مبتدأ وعاد عليه ضمير قبل ذكر المستثنَى .. جاز إتباع الضّمير وإتباع صاحبه.
والثّاني أولَى؛ نحو: (ما أحدٌ أعطيه إِلَّا زيد):
بالرّفع إتباعًا لصاحب الضّمير.
ويجوز نصبه إتباعًا للهاء.
وكذا: لو كَانَ المبتدأ مع ناسخ؛ نحو: (ما حسبت أحدًا يقول ذلك إِلَّا زيدًا): بنصب (زيد) إتباعًا لصاحب الضّمير.
ويجوز الرّفع إتباعًا للضمير فِي (يقول).
فخرج؛ نحو: (ما شكَرَ رجل أكرمته إِلَّا زيدٌ)، برفع (زيد) إتباعًا لـ (رجل).
ولَا يجوز نصبه إتباعًا للهاء .. إِذ ليس هنا مبتدأ.
• ويوصف بـ (إلا) حملًا على (غير)، ويظهر إعرابها فيما بعدها؛ كقولِهِ تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}، وكذا قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ}.
فهي فِي الموضعين: وصف للنكرة قبلها، لا استثناء.